للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَليتُ الأمرَ بعدَه ولستُ أعتذرُ من جهل، ولا آسَى (١) على طلب (٢)، فإنْ أحب اللهُ شيئًا يسَّره، وإن كرهه غيَّره. ثم نزل. فلم يقدر (٣) أحدٌ على تعزيته. فقام عبد الله بن همَّام السلولي فقال:

اِصْبِرْ يزيدُ فقد فارقتَ ذا مِقَةٍ (٤) … واشْكُرْ حِباءَ (٥) الذي بالملكِ حاباكا

لا رُزْءَ أعظمُ في الأقوام قد علموا … مِمَّا رُزِئتَ ولا عُقبى كعُقْباكا

أصبحتَ راعيَ أهلِ الأرضِ كلِّهِمُ … فأنتَ ترعاهُمُ واللهُ يرعاكا

وفي معاويةَ الباقي لنا خَلَفٌ … إذا بَقِيتَ ولا نَسْمَعْ بمنعاكا (٦)

فانفتح باب الكلام.

ثم كتب يزيد قبل كلّ شيء كتابًا إلى الوليد بن عتبة [بن أبي سفيان] بأخذِ البيعة على الحسين، وابنِ عمر، وابن الزبير [وقد ذكرناه].

ذكر جملة من أخبار معاوية:

لما بُويع بالخلافة ولَّى شرطتَه قيس بن حمزة الهَمْداني، ثم عزلَه، وولَّى زُميل بن عمرو العُذْرِيّ (٧)، وولَّى كتابته سرجون بن منصور الرومي، وولَّى حجابته سعدًا مولاه، وولَّى القضاءَ فَضالةَ بن عُبيد الأنصاريّ، فمات، فاستقضى عائذ الله أبا إدريس بن عبد الله الخَوْلانيّ.


(١) في "أنساب الأشراف" ٤/ ١٧٦، و"العقد الفريد" ٤/ ٣٧٥: أَنِي.
(٢) في (ب) و (خ) و (م): طلب علم! والمثبت من المصادر. ينظر "أنساب الأشراف" ٤/ ١٧٦، و"طبقات" ابن سعد ٦/ ٣٢، و "العقد الفريد" ٤/ ٣٧٥، و "تاريخ دمشق" ٦٨/ ٣٣٤.
(٣) في (م): يقدم.
(٤) في (ب) و (خ)، و"أنساب الأشراف" ٤/ ١٧٧: ثقة، والمثبت من (م)، وهو الموافق لما في "العقد الفريد" ٤/ ٢٧٤، والمِقَة: المحبَّة.
(٥) في "أنساب الأشراف": عطاء، وهما بمعنى.
(٦) العقد الفريد ٤/ ٣٧٤. وبنحوه في "أنساب الأشراف" ٤/ ١٧٧.
(٧) هو زَمْل، أو زُميل بن عمرو، أو: بن ربيعة، له صحبة، ينظر "الإصابة" ٤/ ١٦. ووقع في (ب) و (خ): زياد بن عمرو العدوي، وهو خطأ، والكلام ليس في (م).