للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنا عليُّ بنُ حسينِ بنِ علي … نحنُ وربِّ البيت أولى بالنبي

من شَمِرٍ وعُمرٍ وابنِ الدَّعي (١)

فقال مُرَّةُ بن منقذ العبدي: لَأثْكِلَنَّه أباه. فطعنه فوقع، فقطَّعوه بأسيافهم.

وحملوه إلى الحسين ، فقال: قتلوك يا بنيّ، ما أجرأهم على الله! على الدنيا بعدك العَفَاء.

وخرجت زينب بنت فاطمة ، فأكَبَّتْ عليه، فأخذ الحسين بيدها، فولَّى بها إلى الفسطاط.

ثم إن عَمرو بن صبيح المرِّيَّ (٢) رمى عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم، فخَيَّطَ يدَه مع جبهته (٣)، ثم رماه بسهم آخر، ففلق قلبَه.

وأحاطَ بهم الناس من كل جانب، فحمل عبدُ الله بن قطبة الطائي على عون بن عبد الله بن جعفر، فقتلَه، وحمل عامرُ بن نَهْشَل التَّيمي (٤) على محمد بن عبد الله بن جعفر، فقتله. وشدَّ عثمان بن خالد الجُهني على عبد الرحمن بن عقيل، ومع عثمان بشر بن سوط الهَمْداني، فقتلاه، وحمل عَمرو بنُ سعد بن نُفيل الأسدي على القاسم بن الحسن بن علي، وكان مثل القمر، فقتله.

وبقي الحسين قائمًا وحده، فكلما انتهى إليه رجل من الناس كره أن يتولَّى قتلَه، فانصرف عنه، حتى جاءه مالك بن الكندي، فضربه بالسيف على رأسه وعليه بُرْنُس، فجرحه، وامتلأ البرنُس دمًا، فدعا عليه الحسين وقال له: لا أكلتَ بها ولا شربتَ.


(١) شمِر: هو ابن ذي الجوشن، وعمر: هو ابن سعد، وابنُ الدَّعيّ: عُبيد الله بن زياد. ورواية الرجز في "نسب قريش" ص ٥٧: من شَمِر وشَبَث وابن الدعي. وشَبَث: هو ابن رِبْعي. وروايته في "تاريخ الطبري" ٥/ ٤٤٦: تالله لا يحكم فينا ابنُ الدَّعي. وينظر "طبقات ابن سعد" ٦/ ٤٣٩.
(٢) في "أنساب الأشراف" ٢/ ٤٩٧: الصيداوي، وفي "تاريخ الطبري" ٥/ ٤٤٧: الصدائي.
(٣) أنساب الأشراف ٢/ ٤٩٧ بنحوه. وفيه أيضًا: يقال: إن زياد بن ورقاء الجني كان يقول: رميتُ فتًى من آل الحسين ويده على جبينه، فأثبتُّها فيها. وينظر "تاريخ الطبري" ٥/ ٤٤٧.
(٤) في (ب) و (خ): التميمي. والمثبت من "تاريخ الطبري" ٥/ ٤٤٧، وينظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٤٩٨.