للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أُتيَ بيزيد (١) بن وَهْب بن زَمْعَة (٢)، فقال له: بايع. فقال: على سنَّة عُمر. فقال: اقتُلُوه. قال: أنا أبايع. قال: لا واللهِ لا أُقيلُك عثرتك. فقال له مروان: إنّه صهري. فأمر بمروان فوُجئت عنقُه، ثم أمر به فقُتل (٣).

وقال لأهل المدينة: بايِعُوا على أنكم خَوَلٌ ليزيد بن معاوية. فبايَعوه.

ثم أُتي بعليّ بن الحسين ، فأقبل يمشي بين مروان وعبد الملك لليد التي كانت له عند مروان، وإنما أراد عليٌّ أن يلتمس عنده الأمان، فجاء فجلس بينهما، فدعا مروان بشراب، وإنما أراد أنْ يتحرَّم بذلك من مسلم لعليّ، فشربَ منه مروان، ثم ناولَه عليًّا، فلما وضع (٤) في يده؛ قال له: مسلم: لا تشربْ من شرابنا. فأُرْعِدَ كفُّه ولم يأمنه على نفسه، وبقي القَدَح في يده لا يشربه ولا يضعُه. ثم قال له مسلم: إنما جئتَ تمشي بينهما لتأمنَ عندي، واللهِ لو كان هذا الأمرُ إليهما لقتلتُك، ولكنَّ أمير المؤمنين أوصاني بك، وأخبرني أنك كاتبتَه، فذاك هو الذي نفعَك عندي. ثم قال: إلى ها هنا. فأجلسه معه (٥).

وقال عَوَانة بن الحَكَم: أُتيَ بعليّ بن الحسين إلى مسلم؛ قال: مَنْ هذا؟ قالوا: عليّ. قال: مرحبًا وأهلًا. ثم أجلسه معه على السرير والطِّنْفِسة، وقال: إن أمير المؤمنين أوصاني بك، وهؤلاء الخُبثاء شغلوني عنك وعن صِلتك. ثم قال لعلي: لعلَّ أهلَك فزعوا؟ قال: إي والله. فأمر بدابَّته أنْ يُحمل عليها إلى أهله (٦).


(١) في "تاريخ الطبري": بزيد.
(٢) في (ب) و (خ): ربيعة، والمثبت من الطبري وغيره.
(٣) تاريخ الطبري ٥/ ٤٩٣.
(٤) في المصدر السابق: وقع.
(٥) تاريخ الطبري ٥/ ٤٩٣. وينظر "أنساب الأشراف" ٤/ ٣٦٧.
(٦) تاريخ الطبري ٥/ ٤٩٣ - ٤٩٤.