للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجئ بسعيد (١) بن المسيِّب فقال له: بايع. فقال: على كتاب الله تعالى، وسنّة رسولِه، وسنة أبي بكر وعمر. فقال: اقتلوه. فشهدوا أنّه مجنون، فأطلقه.

قال هشام: وجيء بعَمرِو بنِ عثمان بن عفَّان، وكان ممَّن لم يخرج من المدينة مع من خرج من بني أمية، فزجَره وقال: يا أهل الشام، أتعرفون هذا؟ قالوا: لا. قال: هذا الخبيث ابنُ الطيّب، هذا عَمرو بن عثمان، إذا ظهر أهلُ المدينة؛ قال: أنا رجل منكم، وإذا ظهر أهل الشام قال: أنا ابنُ أمير المؤمنين. وأمر فنُتفتْ لحيتُه، ثم قال: يا أهل الشام، إن أمَّ هذا كانت تُدخل الجُعَل في فيها، ثم تقول لأمير المؤمنين: حاجَيتُك (٢)، [ما] في فمي؟ وفي فمها ما ساءَها وباءَها. ثم خلَّى سبيله.

وكان مروان ممَّن يحرِّضُ مسلم بن عقبة على أهل المدينة، فلما قدم على يزيد أكرمه ووصله.

واختلفوا في وقعة الحرَّة، والأصحّ أنها كانت يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنه ثلاث وستين (٣).

وقال الزُّهري: كان القتلى يوم الحرَّة من أهل المدينة سبع مئة من وجوه قريش وأعيان المهاجرين والأنصار والموالي، وأما من لا يُعرف من عبد وحرّ وامرأة؛ فعشرة آلاف (٤).

وقال الحسن البصري: قتلوا ابنَيْ زينب بنت أمِّ سلمة ربيبة رسول الله (٥).

وافتضّ أهل الشام ألف عذراء (٦)، وقال مالك بن أنس: قُتل من وجوه القرَّاء سبع مئة.


(١) في (ب) و (خ): وعن سعيد. والصواب ما أثبته. وينظر "المنتظم" ٦/ ١٦، و"البداية والنهاية" ١١/ ٦٢٢.
(٢) حاجاه، أي: ألقى عليه أُحْجِية (لغز يحتاج إلى حلّ)، وتحرفت لفظة حاجيتك في (ب) و (خ) إلى: صاحبك، والمثبت من "تاريخ" الطبري ٥/ ٤٩٤. وما بين حاصرتين منه، والخبر بنحوه في "أنساب الأشراف" ٤/ ٣٦٦ - ٣٦٧.
(٣) تاريخ الطبري ٥/ ٤٩٤، والمنتظم ٦/ ١٧.
(٤) المنتظم ١٦/ ١٦، والبداية والنهاية ١١/ ٦٢٣.
(٥) تاريخ دمشق ٦٧/ ٢٣٢ (طبعة مجمع دمشق).
(٦) المصدر السابق.