للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالت أمُّ الهيثم بنت يزيد: رأيتُ امرأة من قريش تطوف بالبيت، فعرضَ لها أسود (١)، فعانقته وقبَّلته، فقلت لها: يا أمة الله، أتفعلين هذا بهذا الأسود؟ فقالت: هو ابني وقع عليَّ أبوه يوم الحرَّة.

وقال هشام بن حسان: ولدَتْ ألفُ امرأة بعد الحَرَّة من غير زوج (٢).

وبعث مسلم بن عقبة إلى يزيد برأس عبد الله بن حنظلة، فكتب إليه يزيد: ﴿فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾.

ولما قُتل أهل الحَرَّة، سمعَ الناسُ هاتفًا يهتفُ على أبي قُبيس بمكة وابنُ الزبير جالس عند البيت يسمع:

قُتِلَ الخِيارُ بنُو الخيارِ … ذَوُو المهابةِ والسماحْ

الصائمون القائمون … القانتون أولو الصلاحْ

المهتدون المتقون … السابقون إلى الفلاحْ

ماذا بِواقِمَ (٣) والبقيعِ … من الجَحاجِحةِ الصِّباحْ (٤)

وأكثرُ شعرِ الأنصار في يوم الحَرَّة، فقال محمد بن أسلم:

فإن تقتلُونا يومَ حرَّةِ واقمٍ … فنحن على الإسلام أوَّلُ مَنْ قَتَلْ

ونحن تركناكم (٥) ببدرٍ أذلَّةً … وأُبْنا بأسيافٍ لنا فيكمُ عَمَلْ (٦)

وأقام مسلم بنُ عقبة بالمدينة أيامًا، واستخلف عليها لما توجّه إلى مكة رَوْحَ بن زِنباع الجُذامي (٧).


(١) في (ب) و (خ): الأسود. والمثبت من "المنتظم" ٦/ ١٥.
(٢) المنتظم ٦/ ١٥، والبداية والنهاية ١١/ ٦٢١.
(٣) واقِم: أُطُم (حصن) من آطام المدينة، كأنه سمّي بذلك لحصانته، ومعناه أنه يردُّ عن أهله. وحَرَّة واقم إلى جانبه نُسبت إليه. "معجم البلدان" ٥/ ٣٥٤.
(٤) الجحاجحة: جمع الجحجاح، وهو السيد الكريم، والصِّباح: جمع صَبِيح، وهو مشرق الوجه. ووقع في (ب) و (خ): الجحاجح والصياح. والمثبت من "مختصر تاريخ دمشق" ٣/ ١٥٦، وفيه بيت خامس:
وبقاع يثرب ويحهنّ … من النوادب والصياح
(٥) في "أنساب الأشراف" ٤/ ٣٧١: قتلناكم.
(٦) في المصدر السابق: منكم ثَفَل.
(٧) أنساب الأشراف ٤/ ٣٦٨، وتاريخ الطبري ٥/ ٤٩٦، والمنتظم ٦/ ١٧.