للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ولَّى يزيد بنُ معاوية الحارثَ بنَ خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي مكَّةَ، فقدمَها، فمنعه ابنُ الزبير من الصلاة لمَّا خلع أهلُ المدينة يزيدَ، وكان يزيد قد ولَّى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب مكَّة، فلم يعرض لابن (١) الزُّبير، فعزلَه وولَّى الحارث (٢).

ذكر أخبار الحارث:

وسبب ولاية يزيد إيّاه أنَّ يزيد كان ولَّى مكةَ والمدينةَ عثمانَ بنَ أبي سفيان (٣)، فلم يستقم له حال، فولَّى يحيى بن الحكم بن صفوان، فاقامَ أيامًا لم يعرض لابن (٤) الزبير، وكان الحارث مقيمًا بمكّة، فكتب إلى يزيد يخبره بمداهنة يحيى ابنَ الزبير، فعزل يحيى، وولَّى الحارث، فمنعه ابنُ الزبير من الصلاة بالناس، فكان يصلي في داره بخدمه ومواليه وأهله.

والعاص بن هشام -جدُّ الحارث- قتله عليٌّ يومَ بدرٍ كافرًا، وكان أبو لهب قد قَمَرَ العاص (٥) (٦) واسترقَّه، وجعلَه قَينًا (٧)، فأخرجه مكانَه يوم بدر، فقُتل (٨).

وقال البلاذري وابن عبد البَرّ: كان العاص خال عمرَ بن الخطاب ، فقتله عمر يومَ بدر (٩).


(١) في (ب) و (خ): بن.
(٢) في رواية ابن سعد ٧/ ٥٥، ومن طريقه ابن عساكر ٩/ ٩٤٩ (مصورة دار البشير). (ترجمة عبد الرحمن بن زيد): الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة.
(٣) لم أقف على من ذكر أن يزيد جمع لعثمان (وهو ابن محمد) بن أبي سفيان مكةَ والمدينة، إنما ولّاه المدينةَ بعد أن عزل الوليد بن عتبة عنها سنة (٦٢). ينظر "تاريخ دمشق" ٤٧/ ٢٢ - ٢٣ (طبعة مجمع دمشق).
(٤) في (ب) و (خ): ابن.
(٥) تاريخ دمشق ٤/ ٩٤ (مصورة دار البشير- ترجمة الحارث بن خالد بن العاص).
(٦) أي: غلبه في لعب القمار، وكان قامَرَه على ماله، فقمره، ثم قامره على نفسه، فقمره أيضًا. وانظر المصادر التالية.
(٧) أي: حدَّادًا.
(٨) الأغاني ٣/ ٣١١ (أخبار الحارث بن خالد).
(٩) ينظر "أنساب الأشراف" ٣/ ٣٤٧ و ٨/ ٢٩٣.