للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب مسرف إلى يزيد يشكرُ مروان، فلما قدم على يزيد أكرمه ووصله.

وأقام مروان بالشَّام حتَّى مات يزيد بن معاوية، ووليَ ابنُه معاويةُ بن يزيد، ومات، ووقع الاختلاف إلى أن وَليَ مروان الخلافة.

وقال الهيثم بنُ عديّ:] (١) ودخل مروان ضيعة له بالغوطة أقطعه إيَّاها معاوية، فقال لوكيله: إنِّي لأظنُّك قد خُنتني. فقال: لا تظنَّ، ولكن تيقَّن، واللهِ إنِّي لأخونُك، وإنك لتخونُ معاوية، وإنَّ معاوية، ليخونُ ربه، فأبعدَ الله شرَّ الثلاثة (٢).

[قال ابن عساكر:] وكان يهوديّ اسمُه يوسف قد أسلم وقرأ الكتب، وكان إذا مرَّ بدار مروان يقول: ويلٌ لأمَّةِ محمَّد من أهل هذه الدار حتَّى تجيء راياتٌ سودٌ من قِبَل خُراسان. وكان صديقًا لمروان، فكان يقول له: يَا مروان (٣)، اتَّقِ اللهَ في أمَّة محمدٍ إذا وَليَتهُمْ.

[وقد ذكرنا اليهودي لما جهَّز يزيد بن معاوية الجيش إلى ابن الزُّبير، واستعظم الأمر عبدُ الملك بن مروان.

وقال المدائنيّ: قال رسول الله للحكم: "كأني ببنيك يصعدون على منبري وينزلون".

وقال ابن عباس في تأويل قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَينَاكَ إلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ [الإسراء: ٦٠] قال: رأى رسول الله بني أمية يَنْزُون على منابره نَزْو القردة. فساءه ذلك] (٤).


(١) من قوله: وقال ابن سعد: ولَّى معاوية مروان … إلى هذا الموضع (وهو الواقع بين حاصرتين) من (م).
(٢) بنحوه في "العقد الفريد" ١/ ٣٢.
(٣) في "تاريخ دمشق" ٤٣/ ٢٥٥ (طبعة مجمع دمشق): وكان صديقًا لعبد الملك بن مروان … يَا ابن مروان. والخبر في ترجمة عبد الملك، ولم أقف عليه في ترجمة مروان. وينظر الكلام التالي والتعليق عليه.
(٤) من قوله: وقد ذكرنا اليهودي … إلى هذا الموضع (وهو ما بين حاصرتين) من (م). وقد ضعَّف هذه الأخبار ابن الجوزي في "العلل المتناهية" ٢/ ٧٠١ وابن كثير في "البداية والنهاية" ١١/ ٧١١. وسلف خبر اليهودي مع عبد الملك في فقرة: ولاية عبد الملك، في أحداث هذه السنة (٦٥).