للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عَمرو بن مُرَّة الجهني: استأذنَ الحَكَم على رسول الله ، فقال رسول الله :

"ائذنوا له، لعنه الله، ولعنَ مَنْ يخرجُ (١) من صُلْبِه" (٢).

[فإن قيل: فقد قالت عائشة لمروان: أشهدُ أن رسول الله لعنَ أَبَاك وأنتَ في صُلْبِه. ومروان وُلد بعد الهجرة.

قلنا: إنما لعن الحكم لما كان في مكة قبل الهجرة، فإنَّه كان يُبالغ في أذى رسول الله. وقد ذكرناه] (٣).

ذكر وفاته:

واختلفوا فيها على قولين:

أحدهما: أنَّه طُعن، فمات فجأة.

والثاني: أن أمَّ خالد بن يزيد قتَلَتْه.

وقد اختلفت الرواية فيه، فقال ابنُ سعد بإسناده عن أبي الحُويرث قال: لما بايع أهل الشَّام مروان قيل له: تزوَّج أمّ خالد حتَّى تصغّر شأن ابنها، فلا يُطلب للخلافة. فتزوَّجَها. فدخل خالد يومًا على مروان وعنده جماعة كثيرة وهو يمشي بين الصفَّين، فقال مروان: والله إنه ما علمتُ لأحمق. ثم قال: تعال يَا ابن الرَّطبة. يُقصِّر به ليسقطه في عين أهل الشَّام.

فرجع إلى أمه، فأخبرها، فقالت له: لا يُعرف ذلك فيك واسكت، فأنا أكفيكه. ثم دخل عليها مروان، فقال: هل قال لكِ خالد شيئًا؟ قالت: أَنْتَ عند خالد أشدُّ إعظامًا من أن يقول فيك شيئًا.

ثم مكثت أيامًا، فنام مروان عندها، فغطَّتْه بالوسادة حتَّى قتلته. هذا صورة ما حكى ابنُ سعد عن الواقديّ، وقد أشار إليه الطبري (٤).


(١) في (م): ولعن ما نسل وما يخرج …
(٢) نُسب الخبر في (م) للبلاذُري، وهو في "أنساب الأشراف" ٥/ ٢٨٥، وتتمته فيه: "إلَّا المُؤْمنين، وقليلٌ ما هم، يشرُفون في الدنيا، ويتَّضعون في الآخرة".
(٣) ما بين حاصرتين من (م).
(٤) أخرجه الطبري في "تاريخه" ٥/ ٦١٠ - ٦١١ من طريق ابن سعد، عن الواقديّ، عن موسى بن يعقوب، عن أبي الحويرث. وهو ينحوه في "طبقات" ابن سعد ٧/ ٤٦ من طريق آخر.