للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحجَّ بالنَّاس ستَّ حِجَج (١) في أيام معاوية: سنة ثلاث وأربعين، وسبع وأربعين، [وثمان وأربعين] وأربع وخمسين [وست وخمسين].

وكان كاتبه عبيدُ بنُ أوس (٢)، وحاجبُه المنهال مولاه (٣)، وقاضيه أبو إدريس الخَوْلانِيّ، وصاحب شرطته يحيى بن قيس الغسَّاني (٤).

وكان مروان شاعرًا، وذكر أبو العلاء [المعرّي] في خطبة "لزوم ما لا يلزم (٥) ":

وهَلْ نحنُ إلَّا مثلُ مَنْ كان قَبْلَنا … نموتُ كما ماتُوا ونحيا كما حَيُوا

وينقُص منا كلَّ يوم وليليةٍ … ولا بد أن نلقى من الدهر ما لَقُوا

نُؤمِّلُ أنْ نبقى وكيف بقاؤنا … فهلَّا الأُلى كانوا مضَوْا قبلَنا بقُوا

فَنُوا وهُمُ يرجُون مثلَ رجائِنا … ونحن فنَفْنَى مرةً مثلَ ما فَنُوا

لنا ولهم يومَ القيامة موعدٌ … ونُدعى له يومَ الحساب إذا دُعوا

ويُحبس منَّا من مضى لاجتماعنا … بموطنِ حقٍّ ثم نُجزَى كما جُزُوا

فمنهم سعيدٌ سَعْدَةً ليس بعدَها … شقاءٌ ومنهم بالذي قدَّمُوا شَقُوا (٦)

ذكر أولاده:

كان له من الولد عبدُ الملك [وبه كان يُكنى] ومعاوية، وأمّ عَمْرو (٧)؛ أمُّهم عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية-[ومعاوية أبو عائشة هو الذي جَدَع أنف


(١) كذا وقع: "ستّ حجج"، وما سيرد ذكره خمس حجج، وما بين حاصرتين من (م)، وجاء في "تاريخ دمشق" ٦٦/ ٤٣٢ - ٤٣٤ أنَّه حج في السنوات: (٤٣ - ٤٥ - ٤٨ - ٥٤ - ٥٥).
(٢) في "المحبّر" ص ٣٧٧ أن عُبيد بن أوس كاتب معاوية .
(٣) في "المحبّر" ص ٢٥٩: أبو المنهال الأسود.
(٤) المحبر ص ٣٧٣.
(٥) في (م): "وذكر أبو العلاء المعرّي أبياتًا وقال: إنها تنسب إليه وهي هذه". والأبيات في "لزوم ما لا يلزم" ١/ ٢٣. وينظر التعليق التالي.
(٦) الأبيات الأربعة الأولى في "معجم الشعراء" للمرزباني ص ٣١٧ مع بيت خامس:
وننزلُ دارًا أصبحوا ينزلونها … ونَبْلَى على رَيب الزمان كما بَلُوا
ولم أقف على مصدر آخر للأبيات الثلاثة الأخيرة.
(٧) ذُكر معهم في (م) عبد العزيز وهو خطأ، لقوله بعده: أمُّهم عائشة … فأمُّ عبد العزيز بن مروان ليلى بنت زبّان، كما سيأتي.