للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وذكره ابن عساكر وقال:] وقدم الجابية مع عمر ، وقدم دمشقَ على معاوية، فدخل عليه وهو في مجلسه وهو غاصٌّ بأهله، فقال: يا معاوية، سمعتُ رسول الله يقول: "لا يمنعنَّ أحدَكم مخافةُ الناس أن يقولَ الحقَّ -أو يتكلم بالحقّ- إذا علمه". فما بالُك يا معاوية، تأخذُ الصدقةَ من غير وجهها وتضعُها في غير أهلها؟ وما بالُك تُؤثر بعض أولادك على البعض، والله تعالى يقول: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ [النساء: ١١]. ثم عدَّد أفعال معاوية، وركب من يومه إلى المدينة. فأرسلَ وراءَه بجائزة وصِلة كثيرة، فردَّها وقال لرسوله: قل له. ما أتيتُك إلا لأعظَك في الله. ولم يأخذ منه شيئًا (١).

[وذكره الخطيب فقال:] قدم أبو سعيد المدائن في حياة حذيفة بن اليَمان، وشهد حرب الخوارج مع علي (٢).

[ذكر وفاته

ذكر الواقدي وهشام وغيرهما أنه] توفّي بالمدينة في سنة أربع وسبعين يومَ الجمعة في رجب، ودُفن بالبقيع، وله أربع وتسعون سنة، (٣).

ذكر أولاده

[قال ابن سعد:] (٤) فولدَ عبدَ الله، وحمزةَ، وسعيدًا، وعبدَ الرحمن، وأمُّهم أمُّ عبد الله بنت عبد الله بن الحارث، من الأوس. وأمَّ عبد الرحمن؛ لأمِّ ولد.

وعبدُ الرحمن بن أبي سعيد كنيتُه أبو محمَّد، مات بالمدينة سنة اثنتي عشرة ومئة. وكان لعبده الرحمن ابنان: عبد الله، ورُبَيْح، ورُبَيْح ضعيف [في الحديث، وليس بثبت] (٥).

[قلت: ورُبَيْح هو الذي روى حديث التسمية على الوضوء. والحديثُ أخرجه الإِمام أحمد والترمذي.


(١) تاريخ دمشق ٧/ ١٨٠ و ١٨٢ (مصورة دار البشير) دون قوله: فأرسل وراءه بجائزة … الخ.
(٢) تاريخ بغداد ١/ ٥٣٢، و "تاريخ دمشق" ٧/ ١٨٥، وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(٣) ينظر "طبقات" ابن سعد ٥/ ٣٥٥، و "تاريخ دمشق" ٧/ ١٩٣ - ١٩٤. وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(٤) في "الطبقات" ٥/ ٣٥١، والكلام بين حاصرتين من (ص).
(٥) نُسب الكلام في (ص) لابن قُتيبة، وهو في "المعارف" ص ٢٦٨، والكلام بين حاصرتين من (ص).