للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك الأصناف الثلاثة، فأخذ [من] كل صنف ما عَدَلَ به الآخر، فجعل العشرة وزن سبعة مثاقيل، ونَقَشَها (١) بالعربية على ما وصفنا، واستقرَّ الأمر عليه إلى هلم جرًّا (٢).

فلما وليَ هارون الرشيد أراد تغييرها، فقيل له: هذا أمرٌ قد استقرّ، وألِفَه الناس، فأبقاها على ما هي عليه اليوم، ونقشَ عليها اسمَه.

وقيل: أول من غيَّر نقشها من بني العباس أبو جعفر المنصور، وكتبَ عليها اسمه، أما الوزن فما تعرض أحد لتغييره.

وحجَّ بالناس عبد الملك [بن مروان.

وقال الواقدي:] ولما وصل [إلى] المدينة نزل بدار أبيه مروان، وأحرمَ من البيداء، ودخلَ مكة محرمًا، وأقام للناس المناسك.

وحجَّ في هذه السنة جماعة من رؤوس الخوارج؛ صالحُ بن مُسرِّح أحدُ بني امرئ القيس، وشبيب بن يزيد، وسُويد، والبَطين، وكان صالح يرى رأي الصُّفْريَّة، ويقال: إنه أوَّلُ من خرج منهم (٣).

[وقد ذكرهم الجوهريّ، فقال: والصُّفْريةُ؛ بالضم: صنف من الخوارج، نُسبوا إلى زياد بن الأصفر رئيسهم. قال: وزعم قوم أن الذي نُسبوا إليه هو عبد الله بن الصفّار، وأنهم الصِّفْرية (بكسر الصاد)] (٤).

وعزم شبيب (٥) على الفتك بعبد الملك في هذه الحجة فلم يقدر، ولما انصرف من الحج؛ بلغه ذلك، فكتب إلى الحجاج يأمره بطلبهم، فخرجوا إلى الجزيرة.

وكان صالح لما أتى الكوفة من مكة واعدَ جماعة من الخوارج وقتًا بعينه يخرج فيه، وكان معه شبيب بن يزيد بن نُعيم الشيباني.


(١) في (أ) و (ب) و (خ): وثقلها.
(٢) يقارن بما في "المنتظم" ٦/ ١٤٩، وينظر"النجوم الزاهرة" ١/ ١٩٣.
(٣) تاريخ الطبري ٦/ ٢١٥.
(٤) من قوله: وقد ذكرهم الجوهري … إلى هذا الموضع، من (ص). وهو في "الصحاح" ٢/ ٧١٥ (صفر)، وقوله: (بكسر الصاد) منه.
(٥) في (ص): قال هشام: ولما حجوا في هذه السنة عزم شبيب … إلخ.