للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال الزبير بن بكار:] فلما بلغ الوليد بن عبد الملك هذا عزَّ عليه، وكان وليَّ عهد أبيه، فوفد ابنُ جعفر على عبد الملك، فالتقاه ظاهرَ دمشق، فسلَّم عليه فقال الوليد: لا سَلَّم الله عليك، ولا قَرَّب دارَك، ولا أدنى مَزارَك، وَيْحك، عَمَدتَ إلى عَقيلة آل جعفر، وابنة رسول الله ، تدفعها إلى عبد ثقيف يَتَفَخَّذُها، والله لئن عشتُ لأُرينَّك العَجبَ، فاعتذر إليه بضيقِ ذات يده، وبجفاء عبد الملك إياه، فلم يقبل عُذْرَه، ومات ابن جعفر قبل أن يُفضي الأمر إلى الوليد.

[قال الزبير بن بكار:] وكان الحجاج يقول: إنما تزوَّجتُها لأُذِلَّ آل أبي طالب، وكان الحسن البصري يَذمُّ عبد الله بن جعفر ويقول: أما كفاه سماعُ الغناء واللهو، وشَريُ المولَّدات بالألوف؛ حتى يزوّج ابنة رسول الله بالحجاج (١).

وأما أمُّ أبيها بنت عبد الله بن جعفر فتزوَّجها عبد الملك بن مروان، فكانت تُبغِضُه لبَخَره، ويقال: إنها التي عضَّ عبد الملك على تُفَّاحة، ورمى بها إليها، فقوَّرَتْها بالسِّكين، ورمت مكان العَضَّة، فقال: ما هذا؟ فقالت: أمِيطُ عنها الأذى، فطلَّقها، فتزوجها علي بن عبد الله بن العباس، فتوفِّيت عنده.

وأما أم محمد بنت عبد الله بن جعفر فتزوَّجها يزيد بن معاوية (٢)، [وقد ذكرناها في ترجمة يزيد، وهذا ما انتهى إلينا، والله أعلم].

أسند عبد الله بن جعفر الحديث عن رسول الله .

أخرج له الإمام أحمد رحمة الله عليه في "المسند" ثلاثة عشر حديثًا.

وروى عن أمه أسماء بنت عُميس، وروى عنه بنوه: إسماعيل، وإسحاق، ومعاوية، ومحمد بن علي بن الحسين، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، والشَّعبي، وغيرهم (٣).

وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا يزيد بن زُرَيع وحُمَيد بن الأسود، عن حَبيب بن الشَّهيد، عن ابن أبي مُليكة قال: قال ابن الزبير لعبد الله


(١) انظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٦١، ٦٩، و"العقد" ٢/ ٧١، وما بين حاصرتين من (ص).
(٢) انظر "نسب قريش" ٨٢ - ٨٣، و"المعارف"، ٢٠٧، و"أنساب الأشراف" ٢/ ٦١، ٦٩.
(٣) "تاريخ دمشق" ١٧ (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد، طبعة المجمع العلمي).