للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرحمن ابن يزيد -وكان خِلًّا لعبد الملك لا يروم الخلافة، وكان مشغولًا بالعبادة (١) - فقال: يا عبد الملك، أنت الذي كنت تعدُني فأرجوك، وتُوعدني فأخافك، أصبحتَ والله وليس معك من مُلكك سوى ثوبين وأربعة أذرُع في عرض ذراعين. ثم انكفأ إلى مسجده، وتعبَّد حتى صار كالشَّنِّ البالي، فعاتبه مَسْلَمة بن عبد الملك على انقطاعه عن الدنيا، فقال: يا مَسْلَمة، أسألك عن شيء أتصدُقني؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن حالك التي أنت عليها أترضاها للموت؟ قال: لا، قال: فهل عزمتَ على الانتقال منها إلى غيرها؟ قال: أنا في ذلك، قال: أفتأمن أن يأتيك الموت على الحال التي أنت عليها؟! قال: لا، قال: فبعد الدارِ التي تعمل (٢) فيها دار أخرى (٢)، قال: نعم، قال: فهذه حالة ما أقام عليها عاقل، ثم عاد إلى مُصلَّاه.

ذكر أولاد عبد الملك:

[قال ابن سعد:] فولد عبد الملك: الوليد وسليمان وليا الخلافة، ومروان الأكبر، درج، وداود، درج، وعائشة، أمّهم أمّ الوليد ولَّادة بنت العباس (٣) بن جَزْء بن الحارث بن زهير بن جَذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث، من بني بَغيض.

ويزيد ولي الخلافة، ومروان، ومعاوية، درج، أمُّهم عاتكة بنت يزيد بن معاوية.

وهشام ولي الخلافة، وأمه أم هشام بنت هشام بن إسماعيل بن [هشام بن] الوليد بن المغيرة المخزومي.

وأبا بكر، وهو بكّار، وأمه عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التَّيمي.

والحكم، درج، وأمُّه أم أيوب بنت عمرو بن عثمان بن عفّان، وأمها أم الحكم بنت ذؤيب بن حَلْحَلَة، من بني سلول.

وعبد الله، ومَسْلَمة، وعَنْبَسَة، ومحمدًا، وسعيدَ الخير، والحجّاج، لأمهات أولاد شتّى.


(١) في (ص): بنفسه.
(٢) المثبت من (ص)، وفي غيرها: يكمل، وعبارة المصدر السالف: فبعد الدار التي أنت فيها معتمل …
(٣) في النسخ: النعمان، وهو خطأ، والمثبت من "طبقات ابن سعد" ٧/ ٢٢١، و"تاريخ الطبري" ٦/ ٤١٩، و"نسب قريش" ١٦٢، وما بين معكوفين من (ص).