للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: والكلمات هي: بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كلّ شيءٍ أعطاني، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يَضُرُّ مع اسمه داء، بسم الله افتتحتُ، وعلى الله توكَّلتُ، الله ربي لا أشرك به أحدًا، اللهمَّ أَنْتَ جاري من كلّ سُوء، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، الآية، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي.

هذا بمعنى ما ذكر ابن سعد (١) عن قصة أنس مع الحجاج.

وذكر الواقديّ أن عبد الله بن أنس بن مالك خرج مع ابن الجارود على الحجاج، وقُتل معه، ولما خرج ابن الأشعث كان أنس في جُملة القُرَّاء يُحَرِّض النَّاس على قتال الحجاج، فقال الحجاج: ما أرى أنسًا إلَّا يُعين علينا، فلما انقضت أيامُ ابن الأشعث، ودخل الحجاج البصرة، استصفى أموال أنس، ووَضع منه، فدخل أنس على الحجاج فسلّم عليه، فقال: لا مرحبًا ولا أهلًا، إيه يَا شيخ خُبَثَة، تارة مع أبي تُراب، وتارة مع ابن الجارود، وتارة مع ابن الأشعث، والله لأُجَرّدَنَك جَرْدَ القَضيب، ولأَعْصِبَنّك عَصْبَ السَّلَمة، وذكر بمعنى ما تقدّم.

قال: فقام أنس فخرج من عنده، وكتب إلى عبد الملك بن مروان: بسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، لعبد الملك بن مروان أمير المُؤْمنين من أنس بن مالك خادم رسول الله وصاحبِه، أما بعد، فإن الحَجَّاج قال لي هُجْرًا من القول، وأسمعني نُكرًا، ولم أكن لما قال أهلًا، إنه قال لي كذا وكذا، وإني أَمُتُّ بخدمتي لرسول الله عشر سنين كوامل، ولولا صِبيةٌ صغار ما باليتُ أيَّ قِتلة قُتلت، والله لو أن اليهود والنصارى أدركوا رجلًا خدم نبيّهم لأكرموه، فخذ لي على يده، وأعنّي عليه، والسلام.

فلما قرأ عبد الملك الكتاب استشاط غَضَبًا، وكتب إلى الحجاج: أما بعد، فإنك عبدٌ من ثَقيف، طَمِحت بك الأمور، فعلوتَ فيها وبغيتَ وطغيتَ، حتَّى عَدَوْتَ قَدْرَك، وتجاوزْتَ طَورَك، يا بن المُسْتَفْرِمَةِ بعَجَم الزَّبيب، لأغْمِزَنَّك غَمْزَة اللَّيث، ولأَخْبِطَنَّك


(١) في طبقاته ٥/ ٣٤١ - ٣٤٢.