[وسنذكر وقائع الحسن معه في ترجمة الحسن إن شاء الله تعالى.]
وقد ذكرنا قصته مع سعيد بن المسيب، وأنه دخل المسجد مع أبيه فأساء في صلاته، قال ابن الكلبي: ناداه سعيد: يا سارقَ صلاته، وقام فهزّه هزَّةً شديدة، ولزم بثوبه وقال: لقد هممتُ أن أضرب به وجهك، ثم خرج الحجاج إلى الشام، فأقام مدة، فلما قَتل ابنَ الزبير، ووُلّي على المدينة، ودخلها؛ بدأ بالمسجد، وجاء إلى سعيد، فقال الناس: اليوم ينتقم منه، فجلس بين يديه وقال له: أنت صاحب الكلمات؟ قال: نعم، قال: جزاك الله من معلّمٍ خيرا، ما صليتُ بعدك صلاةً إلا ذكرتُ قولك، ثم كان يُكرم سعيدًا، ويرفع منه.
ذكر قصة الحجاج مع المرأتين:
[حكى الأصمعي قال:] أُتي الحجاج بامرأتين من الخوارج، فجعل يُكلِّم واحدةً وهي مُعرضة عنه، فقال لها بعضُ الشُّرَط: الأمير يكلمك وأنت تُعرضين عنه، فقالت: إني لأستحي من الله أن أنظر إلى مَن لا ينظر الله إليه، فأمر بقتلها، ثم استشار أصحابَه في قتل الأخرى فقالوا: عاجلها بالقتل، فقالت: يا حجاج، وزراءُ فرعون كانوا خيرًا من وزرائك، قال: ولمَ؟ قالت: استشارهم في قتل موسى وأخيه فقالوا: ﴿أَرْجِهْ وَأَخَاهُ﴾ [الشعراء: ٣٦] وهؤلاء أمروك بمعاجَلَتي، فأعجبه كلامَها، وخلَّى سبيلَها.
حديث ابن أخت الحجاج [مع المرأة:
حدثنا غير واحد عن شُهدة الكاتبة بنت أحمد قالت: نبأنا جعفر بن أحمد السرَّاج، نبأنا أبو طاهر أحمد بن علي السَّوَّاق، نبأنا محمد بن أحمد بن فارس، نبأنا عبد الله بن إبراهيم الزَّبيبي، نبأنا محمد بن خَلَف، حدثنا أبو بكر العامري، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا] أبو عبَّاد قال: أدركتُ الخادم الذي كان يقف على رأس الحجاج فقلت: أخبرني بأعجب شيءٍ رأيتَه منه، فقال:
كان قد ولى واسطًا ابنَ أخته أميرًا عنيها، وكان بواسط امرأة لم يكن بها في ذلك الوقت امرأة أجمل منها، فأرسل إليها مع خادم يريدها على نفسها، فأبت عليه وقالت: إن