للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال أبو بكر بن عيّاش:] أُخبر يزيد بن أبي مسلم بذلك، فركب في أهل الشام، فسمعوا صراخَه وجرَّ السلاسل، فقال يزيد: رحمك الله أبا محمد؛ ما تدع قراءة القرآن حيًّا ولا ميتًا، فتضاحك أهلُ الشام.

وكان يزيد بن أبي مسلم كاتبَ الحجاج، وكان أظلمَ منه، وأقرَّه الوليد بعد الحجاج على ولايته، فتجاوز طغيانُه طغيانَ الحجاج، فقال الوليد: كنتُ كمن سقط منه درهم فوجد دينارًا، فقال سليمان بن عبد الملك: الحمد لله على وجدان ضالته.

[واختلفوا في مدة ولاية الحجاج على العراق؛ فقال ابن المديني:] ولي الحجاج العراق وله ثلاثون سنة، ومات وهو ابن ثلاث أو أربع وخمسين سنة، فكانت ولايته عشرين سنة، وقيل: اثنتين وعشرين سنة.

والأول أصح [أنه أقام عشرين سنة؛ لأنه ولي في سنة خمس وسبعين، ومات في هذه السنة سنة خمس وتسعين].

ذكر أقوال العلماء فيه:

[حكى أبو القاسم بن عساكر عن] عاصم بن أبي النَّجود أنه قال: ما أبقى الحجاج لله حُرمةً إلا انتهكها (١).

وقال طاوس: عجبتُ لمن يُسمّي الحجاجَ مؤمنًا.

وقال النَّخَعي: كفى بالمرء عَمًى أن يَعمى عن أمر الحجاج.

وقال أبو رَيحانة: إني لأجد في بعض كتب الله المنزلة: الأبتر القصير، مُبدِّل السنّة بالبدعة، والملّة بغيرها، لعنه الله في سماواته، وملائكتُه، وأهلُ الأرض، فويل له، وويل لمن يحبّه.

وقال الشعبي: كان الحجاج يفتخر ويقول: قتلتُ العبادلة الثلاثة، ووددتُ أني قتلتُ الرابع وإن كان ما فاتني، ثم يقول: قتلت عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن مُطيع، وعبد الله بن صفوان، والرابع عبد الله بن عمر، وودتُ أني قتلتُ ابنَ مسعود المنافق.


(١) "تاريخ دمشق" ٤/ ٢٥١ وما بين معكوفين من (ص).