ومنَّا الذي سلَّ السيوفَ وشامَها … عَشيَّةَ بابِ القَصْرِ من فَرَغانِ
عَشيَّةَ ما وَدَّ ابنُ غَرَّاءَ أنه … له من سِوانا إذ دعا أَبَوانِ (١)
قال أبو عبيدة: قُتل من بني مسلم أحدَ عشر رجلًا، فصلبهم وكيع، سبعة منهم لصُلْب مسلم، وأربعة من أبنائهم: قتيبة، وعبد الرحمن، وعبد الله الفَقير، وعبيد الله، وصالح، وبشار، ومحمد بنو مسلم، وكَثير بن قتيبة، ومُغَلِّس بن عبد الرحمن، ولم ينجُ من صُلْب مسلم غير عمرو، كان عاملًا على الجُوزجان، وضرار.
ولما احتزَّ جَهْم بن زَحْر رأس قتيبة قال الحُضَين بن المنذر -وكان ابن سعد قد ساعد [ابن] زَحْر: [من الطويل]
وإن ابنَ سعدٍ وابنَ زَحْرٍ تعاورا … بسيفيهما رأسَ الهُمامِ المُتَوَّجِ
ولما قُتل يزيد بنُ المهَلَّب، وحُبِس عمالُه؛ كان فيهم جَهْم بن زَحْر، فولي عذابَه رجلٌ من باهِلة، فقيل له: هذا قاتلُ قتيبة، فبسط عليه العذاب حتى قتله.
ووقعت على قتيبة يوم قُتل جاريةٌ خُوارزميّة، فلما قُتل أُخذت، فوصلت بعد ذلك إلى يزيد بن المهلَّب، فأولدها خُلَيْدَة.
ولما قُتل قتيبة قال وكيع: مَثلي ومثل قُتيبة كما قيل: [من الرجز]
مَن يَنِكِ العَيرَ يَنِكْ نَيَّاكا
أراد قتيبة أن يقتلني فقتلتُه، أنا أبو المُطَرِّف، وصعد المنبر وأنشد: [من البسيط]
أنا ابنُ خِنْدِفَ تَنميني قبائلُها … للصالحاتِ وعمِّي قيسُ عَيلانا
ثم قال: والله لأُقتِّلَن، ثم لأصلِّبنّ، وطلب رأسَ قتيبة وخاتمه، فقيل: هو مع الأزد، فقال: والله لا أبرح حتى أوتى بالرأس أو يذهب رأسي، فجاؤوه به، فبعث بالرأس مع سَليط بن عبد الكريم الحَنَفيّ ورؤوس أهله إلى سليمان بن عبد الملك، فلما وُضعت بين يدي سليمان قال: ما أردتُ هذا كلَّه، ثم سأله خُرَيم بن عمرو والقعقاع بن خُلَيد في مواراتهم فأذن في ذلك.
(١) "ديوان الفرزدق" ٢/ ٣٣١ - ٣٣٢، و"تاريخ الطبري" ٦/ ٥١٦، ٥٢٠.