للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عمر بن شبَّة: جاءه رجل من بني مَخزوم، فسأله قضاءَ دَينه، فقال: أقرأت القرآن؟ قال: لا، فقال لرجل: علِّمه القرآن، فإذا علم قضينا دينَه (١). وكان يعطي على قراءة القرآن.

وقال إبراهيم بن أبي عبلة: قال لي الوليد: في كم تختم القرآن؟ قلت: في كذا وكذا، فقال: لكن أمير المؤمنين على شغله يختمه في كل سبعة أيام، وفي رواية في كل ثلاثة أيام، وكان يختمه في رمضان سبع عشرة مرة، وكان عبد الملك يختمه في كل ثلاثة أيام (٢).

قال الهيثم: كان الوليد لُحَنة، وكان عبد الملك يحبه ولا يفارقه، فمنعه التأدُّب، ولم يُغربه إلى البادية، مع عادة بني أمية مع أبنائهم، فخطب يومًا وعبد الملك حاضر فلحن لحنًا فاحشًا، فقال عبد الملك: أضرَّ حُبُّنا بالوليد.

قال ابن عساكر: خطب الوليد يومًا فقرأ: ﴿يَاليتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ﴾، فرفع التاء من ليتها وهو يومئذٍ خليفة، فقال عمر بن عبد العزيز: [يا ليتها كانت] عليك وأراحنا الله منك (٣).

وقال أبو اليقظان: خطب الوليد يومًا فقال: من أمير المؤمنين علي، وقال: أنتم تروون أن النبي قال في حق أبي تُراب: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" وإنما الحديث: أنت مني بمنزلة قارون من موسى، فلعنه كلُّ مَن حضر (٤).

وقال هشام: كان الوليد جبارًا بطاشًا، وكانت في أيامه الزّلازل هدمت عامّة الحصون والبلاد، وكان مُغرى بالمسابقة بين الخيل، فإذا سُبق يتألَّم ويَعقِر خيلَ مَن يسبقه، فسابق يومًا بين أفراس له وبين فرس لخالد بن هشام بن عبد الملك (٥)، فسبق فرس خالد، فقال الوليد: لمن هذا الفرس؟ فقال خالد: هذا فرس أمير المؤمنين أهديتُه له البارحة، فقال: وصَلَ رَحِمَك الله، قد قبلنا هديَّتَك، وأعطاه عوض الفرس ألف دينار.


(١) "تاريخ الطبري" ٦/ ٤٩٦، و "أنساب الأشراف" ٧/ ٢١.
(٢) "تاريخ دمشق" ١٧/ ٨٤٥.
(٣) "تاريخ دمشق" ١٧/ ٨٤٦. وما بين معكوفين منه.
(٤) ذكر نحو هذه القصة المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة حريز بن عثمان.
(٥) في "تاريخ دمشق" ٥/ ٥٦٩ (مخطوط) أنه خالد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة.