للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاستدعى ابنَ حَزْم، فضربه حدَّين في مقام واحد ولم يسأله عن شيء، فرجع ابن حيَّان وهو يقول: أنا أبو المَغْراء، واللهِ ما قربتُ النساء منذ صَنعَ بي ابنُ حَزْم ما صنع، واليوم أقربُهنَّ (١).

قال الواقدي: ضرب الفِهْريُّ أبا بكر بن حزم ظلمًا وعدوانًا.

وفيها قُتل شَوْذب الخارجي، واسمه بِسْطَام.

وفيها لحقَ يزيد بنُ المهلب بالبصرة، فغلب عليها، وحبس عاملَها عديَّ بنَ أرطاة الفَزاري، وخلع يزيدَ بنَ عبد الملك (٢).

قال علماء السِّيَر: لما وليَ يزيد بن عبد الملك الخلافة بعد ما هرب يزيد بن المهلّب كتب إلى عديِّ بن أرطاة يأمره بحبس آل المهلّب، وأن يُوثق يزيد، ويبعث به إليه، وكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن والي الكوفة أن يطلبه ويجتهد في أخذه (٣).

فلما وصل كتابُه إلى عديّ بن أرطاة؛ قبضَ عليّ بني المهلَّب وأهلهم، وكان فيهم المفضَّل وحبيب ومروان بنو المهلب وغيرهم، وحبسهم (٤).

وبعث عبدُ الحميد عاملُ الكوفة جيشًا مع هشام بن مُساحق بن عبد الله بن مخرمة من بني عامر بن لؤي وقال له: اذهب إلى العُذَيب (٥)، فإنَّه يمرُّ به الآن. فخرج هشام ثم رجع وقال: آتيك به أسيرًا، أم آتيك برأسه؟ فقال: أيَّ ذلك شئت. فتعجَّب مَنْ سمعَه يقولُ ذلك.

وسار هشام فنزلَ العُذيب، وأقبل يزيد وهو عن العُذَيب غير بعيد، وهابَ هشام الإقدام عليه، وسار يزيد إلى البصرة (٦).


(١) تاريخ الطبري ٦/ ٥٧٤ - ٥٧٥. وينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ١٩٤.
(٢) تاريخ الطبري ٦/ ٥٧٥.
(٣) المصدر السابق ٦/ ٥٧٨.
(٤) تاريخ الطبري ٦/ ٥٧٨، وينظر "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٤٠.
(٥) هو ماء بين القادسية والمُغيثة، بينه وبين القادسية أربعة أميال. "معجم البلدان" ٤/ ٩٢.
(٦) تاريخ الطبري ٦/ ٥٧٨ - ٥٧٩، وأنساب الأشراف ٧/ ٢٤١.