للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَرَيتَ إلى الأعداء تلهو بلعبةٍ … وأيرُك مسلولٌ وسيفك مُغْمَدُ

وأنتَ لمن عادَيتَ عِرْسٌ خفيَّةٌ … وأنتَ لمن وإلى حُسام مُهَنَّدُ (١)

وكان بخراسان أميرٌ؛ كنيته أبو الهيَّاج، واسمُه حيّان، نبطي، وكان شجاعًا، ومال النَّاسُ إليه، فقال سَوْرَة ابن أبجر (٢) لسعيد خُذينة: قد مال النَّاس إلى حيَّان، وهو الذي أفسد على قُتيبة بن مسلم خُراسان، وفي عَزْمِهِ الوثوبُ بك. فقال سعيد: يَا سورة، هذا محال. ثم غافل حيانَ أيامًا، ودعا في مجلسه بلبنٍ قد سُحق فيه الذهب، فقُدّم إلى حيَّان، فشربَه، ثم ركب سعيد، وركبَ النَّاس معه، وأظهر أنَّه يقصد عدوًّا، فركض أربعة فراسخ، فعاش حيَّان أربعة أيام ومات، فكره النَّاسُ سعيدًا واستثقلوه (٣).

وفيها غزا عُمر بن هُبيرة أرمينية، فسبى خلقًا عظيمًا، وغنم غنائم كثيرة.

وفيها بعثَ ميسرةُ من العراق إلى خُراسان رجالًا يظهرون الدعوةَ العباسيَّة، وبلغ عَمرَو بنَ بَحِير بن وَرْقاء السَّعديّ أمرُهم، فجاء إلى سعيد خُذينة، فأخبره، فاستدعاهم وقال: ما أنتم؟ قالوا: تجار. قال: لا، بل دعاةٌ. فقالوا: ما ندري ما تقول. وجاءت ربيعةُ واليمن، وقومٌ من خُراسان، فقالوا: هؤلاء تجار، وإنْ جاء منهم ما تكره، كان علينا. فأطلقَهم (٤).

وفيها عزل يزيدُ بنُ عبد الملك أخاه مَسْلَمةَ عن العراقين وخُراسان بعد قتل يزيد بن المهلب بثمانية أشهر. وقيل: بستة أشهر.

وسببُه أنَّ مسلمةَ استولى على العراقين وخُراسان والبلاد الشَّرقية، فاحتجز الأموال، ولم يبعث إلى يزيد بن عبد الملك منها شيئًا، وضاق الأمر على يزيد، وأراد عزلَه، فاستحيا منه، وكتب إليه: استخلِفْ على عملك، واقْدَمْ عليَّ لأمرٍ لا تحملُه الرسائلُ والكتب.


(١) تاريخ الطبري ٦/ ٦١٤، والكامل ٥/ ٩٦.
(٢) في المصدرين السابقين: الحر.
(٣) تاريخ الطبري ٦/ ٦١٤، والكامل ٥/ ٩٧.
(٤) تاريخ الطبري ٦/ ٦١٦ - ٦١٧، والكامل ٥/ ١٠٠.