كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثانية بعد المئة - يزيد بن المهلب - ج: 10 - ص: 352

وجاء برأس يزيد مولًى لبني مُرَّة يقال له: عثمان، فقال [الحواري بن] زياد بن عَمرو العَتَكيّ لمسلمة: مُرْ [برأسه فليُغسل ثم ليعمَّم، ففعل ذلك به، فعرفه، فبعث] به مسلمةُ إلى يزيد بن عبد الملك مع خالد بن الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيط (١).

وقيل: إنما قتلَ يزيد الهُذَيل بن زُفر الكلابي، والأول أشهر (٢).

وقُتل مع يزيد إخوتُه حبيب ومحمَّد.

وقال ابن الجوزيّ في "التلقيح": إنه قُتل مع يزيد زياد ومُدْرك.

ثم قال: ومن العجائب: ثلاثةُ إخوة؛ وُلدوا في سنة واحدة، وقُتلوا في سنة واحدة، وكانت أعمارهم واحدة، وعُمْرُ كل واحدٍ ثماني وأربعون سنة (٣).

ثم حُزَّت رؤوسهم، وبعثَ بها مسلمةُ مع رأس يزيد مع خالد بن الوليد بن عقبة، وقيل: مع عَذَام بن شُتَير (٤) الضَّبِّي. وقيل: مع محمَّد بن عمر المخزومي.

وقال هشام: قُتل يزيد وأخوه المفضَّل يُقاتل أهل الشَّام (٥)، ولم يعلم بقتل إخوته وهو يحمل على أهل الشَّام، فيكشفُهم، وقد انهزم عنه النَّاسُ وهو يُحرِّضُهم ويقول: يَا معاشر ربيعة الكَرَّةَ الكَرَّة، واللهِ ما كنتُم بكُشُفٍ ولا لئام، ولا هذه لكم بعادة، يَا أهل العراق لا نُؤتَى اليومَ من قِبَلكم.

فاجتمع إليه ناس، فبينا هو يُريد أن يحملَ على أهل الشَّام قيل له: ما تصنع ها هنا؟ قُتل يزيد ومحمَّد وحَبيب، وانهزمَ النَّاس. فوقف المفضَّل، وتفرَّق النَّاسُ عنه، ومضى يطلبُ واسطًا، وأُسر من أصحاب يزيد ثلاثُ مئة (٦).

---

(١) تاريخ الطبري ٦/ ٥٩٧. وما سلف بين حاصرتين منه، ولا بدّ منه.
(٢) أنساب الأشراف ٧/ ٢٦٩ و ٢٧٤. وسيرد أواخر الترجمة أن يزيد بن المهلب تحمَّل عن كوثر بن زفر بن الحارث عشر ديات. وفي بعض روايات الخبر أنَّه تحملها عن الهُذيل بن زفر، فإن صحَّت هذه الرواية فإن من المستبعد أن يكون الهُذيل هو قاتل يزيد.
(٣) هو في "المدهش" لابن الجوزي ص ٦٧. ولم أقف عليه في "التلقيح".
(٤) في (خ) و (الكلام منها): بشير. والمثبت من "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٧١.
(٥) في (خ) (والكلام منها): الشمال، والمثبت من "أنساب الأشراف" ٧/ ٢٧٣.
(٦) أنساب الأشراف ٧/ ٢٧٣، وتاريخ الطبري ٦/ ٥٩٧ - ٥٩٨.