للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودفع الحجَّاجُ إليه سيفًا (١)، وأمره أن يقتل رجلًا، فقال سالم للرجل: أمسلمٌ أنت؟ قال: نعم. قال: أصليتَ اليوم الصبح؟ قال: نعم. [قال:] فرجع إلى الحجَّاج، ورمى بالسيف، فقال الحجَّاج: لِمَ لم تقتله؛ قال: لأنه ذكر أنَّه مسلمٌ، وأنه صلَّى اليوم صلاةَ الصبح، وقد أخبرني أبي عن أبيه، أنَّ النبيَّ قال: "مَنْ صلَّى صلاة الصُّبح فهو في ذمَّة الله تعالى" (٢). فقال [له] الحجَّاج: إنما تقتلُه لأنَّه ممَّن أعانَ على قَتْلِ عثمان. فقال سالم: ها هنا مَنْ هو أولى بعثمان منّي.

و [روى ابن أبي الدنيا أن سالمًا] رأى في المنام كأنَّه يقرع باب الجنّة. قيل: من؟ قال: سالم. قيل: كيف نفتح لمن لم تَغْبَرَّ قدماه في سبيل الله؟! فلما أصبح خرج غازيًا إلى الشام (٣).

وزحم رجلًا في السوق، فقال الرجل له (٤): ما أراك إلا رجلَ سُوء. فقال سالم: ما أحسبُك أبعدتَ!

وكان سالم يقوم الليل.

ذكر وفاته:

[حكى ابنُ سعد بإسناده عن عبد الله بن عمر بن حفص قال (٥): نظر هشام بن عبد الملك إلى سالم بن عبد الله بن عمر يوم عرفة في ثوبين متجرّدًا، فرأى فيه كِدْنة حسنة، فقال: ما طعامُك يا أبا عُمر (٦)؛ قال: الخبز والزيت. فقال هشام: فكيف تستطيع


(١) في (ص): وقال ابن سعد بإسناده عن عطاء بن السائب قال: دفع الحجاج بن يوسف إلى سالم بن عبد الله سيفًا … والخبر في "طبقات" ابن سعد ٧/ ١٩٥، وتاريخ دمشق ٧/ ٢٩.
(٢) أخرجه ابن سعد (كما سلف). وأخرجه أيضًا من طريق سالم عن أبيه مرفوعًا: الطبراني في "العجم الكبير" ١٢ / (١٣٢١٠). وأخرجه مسلم (٦٥٧) من حديث جندب بن عبد الله .
(٣) تاريخ دمشق ٧/ ٣٢.
(٤) كذا في (خ) والخبر منها، ولم يرد في (ص)، وهو في "تاريخ دمشق" ٧/ ٣٢، و"صفة الصفوة" ٢/ ٩٠، و"المنتظم" ٧/ ١١٤ وفيها أن رجلًا زحم سالمًا، فقال له سالم: في بعضَ هذا رحمك الله! فقال له الرجل … إلخ.
(٥) طبقات ابن سعد ٧/ ١٩٩. وأخرجه من طريقه ابن عساكر "تاريخ دمشق" ٧/ ٣٣ - ٣٤.
(٦) في (ص) (والكلام منها، وهو الواقع بين حاصرتين): يا أبا عمرو. والمثبت من المصدرين السابقين، وهو الصواب.