للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عددًا فوق الشرافات (١)، فهبت ريح سوداء فألقتهم وراء الجبل، ومقدار الرجل شبر.

قال سلام: ثم عدنا فخرجت بنا الأدلَّاء من خلف سمرقند بسبعة أيَّام وسبعة فراسخ، ورجعنا إلى سُرَّ مَن رأى بعد خروجنا بثمانية وعشرين شهرًا.

وقد ذكر جدي هذه الحكاية في كتاب "التبصرة" في سيرة ذي القرنين واختصرها (٢).

وقد روي: أن يأجوج ومأجوج يحفرون السدَّ كل يوم، فقال أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي رافع عن أبي هريرة عن رسول الله أنَّه قال: "إنَّ يَأجُوجَ ومَأجُوج ليَحفِرُون السَّدَّ كُلَّ يوم حتَّى إذا كادُوا يَرَون شُعاع الشَّمسِ قال الذي عليهم: ارجعُوا فسَتَحفِرُونَه غَدًا، فيعُودُونَ إليهِ فَيَرونَه كما كان أو أشدَّ، حتَّى إذا بلغت مُدَّتُهم وأراد اللهُ أن يَبعثَهم على النَّاس حَفَروا، حتَّى إذا كادوا يَرَونَ شُعاعَ الشَّمسِ قال الذي عليهم: ارجعوا فستَحفِرُونه غدًا إن شاء الله تعالى فيعودُونَ إليه فَيَرونَهُ على هَيئتِهِ التي تَركُوهُ عليها، فَيحفِرُونَه وَيخرُجُونَ على النَّاس، فيَنشُفُونَ المياهَ ويتَحصَّنُ النَّاسُ منهم بحصُونِهم، فَيَرمُونَ بِسهامِهِم نحو السَّماءِ، فَترجِعُ وعليها أثر الدَّمِ أو كَهيئَةِ الدَّمِ، فيقولون: قَهَرنا أهلَ الأرض وعَلَونا أهلَ السَّماءِ، فَيبعَثُ الله عليهم نَغَفًا في أقفائِهم فيقتُلُهم بها، فوالذي نَفسِي بِيَدِه إنَّ دوابَّ الأرضِ لتشكَر من لُحُومِهم أو دِمَائِهم" (٣).

قال الجوهري: النغف الدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم (٤)، وتَشكَر: أي تمتلئ، من قولهم: شكر الضرع إذا امتلأ (٥).

وقد روى أبو إسحاق الثعلبي حديثًا في هذا المعنى فقال: حدَّثنا عبد الله بن حامد بإسناده عن أبي سعيد الخُدري قال: سمعت النَّبيَّ يقول: "يفتحُ يأجوجُ ومأجُوجُ


(١) وكذا هي في عرائس المجالس ٣٦٩، وفي "المسالك والممالك" ص ١٤١: فوق الجبل، وفي المنتظم ١/ ٢٩٦: فوق الشُّرف.
(٢) "التبصرة" ١/ ١٦٨ - ١٦٩.
(٣) أخرجه أحمد (١٠٦٣٢).
(٤) "الصحاح": (نغف).
(٥) "الصحاح": (شكر).