للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُشخص محمَّد بنَ علي إلى الشام، فأشخصَه إلى دمشق، وأمره هشام بلزوم بابه، فاشترى محمَّد جاريةً بدمشق، فولدت ولدًا، فأنكره محمَّد، فخاصَمَتْه أمُّه إلى هشام، فأحضر محمدًا، فحلف أنَّه ليس منه، ففرَّق بينهما، فلما بلغ الغلام سبع سنين؛ دسَّ إليه محمَّد من اغتاله وقتلَه، فاستعدت أمُّه عليه هشامًا، فحلفَ إنه ما قتله، ولا دَسَّ عليه من قتلَه.

فطرح هشام عليه العيون وقال: بالأمس يَقتُلُ أبوه عليٌّ سَلِيطًا (١)، واليوم يَقتلُ هذا ولدَه!

وأرسل إلى ضياع الغوطة في السِّرِّ يبحثُ عنه، فقال رجل من أهل المِزَّة: عندي من هذا علم. فأُحضر إلى هشام، فسأله، فقال: كنتُ أسقي بستانًا لي بالمِزَّة ليلًا، فرأيتُ رجلًا راكبًا على فرس، وخلفَه آخر، ورجلٌ يمشي معه، فقتلوا واحدًا [منهم] ودفنوه، ولم يشعروا بي، وقد علَّمتُ على الموضع الذي دفنوه فيه، وتبعتُ أثرهم حتَّى دخلوا البلد (٢)، وعرفتُ الدار التي دخلوها. فقال له هشام: لله دَرُّك! فقد فرَّجتَ عني.

وأرسل معه أقوامًا إلى الدار، فإذا هي دارُ محمَّد بنِ على، فأحضرَه وسألَه، فأنكر (٣)، فبعث إلى الصَّبي فنبشَه، وأخرجَه مقتولًا، فقال هشام: لولا أن الأب لا يُقاد بابنه (٤) لأقَدْتُك به. فضربه سبعَ مئة سَوْط (٥)، ونفاه إلى الحِمَّة.

فكان ذلك سببًا لضرب عبد الله بن عليّ هشامًا بعد موته؛ لأنه فعلَ بأخيه ذلك (٦).

واختلفوا في وفاته؛ فحكى ابنُ سعد أنَّه توفّي بالشَّراة من أرض الشَّام في خلافة الوليد بن يزيد سنة خمس وعشرين ومئة وهو يومئذ ابنُ ستين سنة، فعلى هذه الرواية ينبغي أن يكون مولده سنة خمس وستين (٧).


(١) سلفت قصة سَلِيط آخر ترجمة علي بن عبد الله بن العباس في أحداث سنة (١١٧).
(٢) في (ص): المدينة.
(٣) في (ص): فأنكرة.
(٤) في (ص): على ابنه.
(٥) في (ص): فصبره خمس مئة سوط.
(٦) الخبر في "تاريخ دمشق" ٦٢/ ١٨٩ - ١٩٠ (طبعة مجمع دمشق- ترجمة محمَّد بن سليمان بن عبد الله النوفلي).
(٧) في (ص): سنة ستين، وهو خطأ.