للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر حاشيته:

كان قاضيه محمَّد بن صفوان الجُمحي، وكان على شرطته خالد بن عثمان الكلبي، ويلقَّب بالمجراش.

وحَجَبُهُ جماعة، منهم الأبرش الكلبي، واسمُه سعيد [بن الوليد] (١) بن عبد عمرو بن جبلة بن وائل. وكان قوَّالًا بالحقّ، وسالمٌ مولاه كان يَحجبُهُ ويكتُب له.

[وقال هشام بن الكلبي:] جاءت الخلافةُ هشامًا وعنده الأبرش [وسالم] فسجد هشامٌ وسالم، ولم يسجد الأبرش، فلما رفعَ هشام رأسَه من السجود، قال له: يَا أبرش، ما منعك أن تسجد؟ فقال: أمَّا أنتَ فأتَتْك الخلافة فسجدتَ شكرًا لله، وأمَّا هذا فشريكك فيها، وأما أنا فلي بك خاصَّة، ولي عليك حُرمة، وأنا رجل من العرب، وأخافُ أن تغيِّرك الخلافة عليَّ، فعلَامَ أسجد؟ فقال [له] هشام: لك عليَّ [الآن] عهدُ الله وميثاقُه أن لا أتغيَّر عليك أبدًا. فقال الأبرش: الآن طاب السجود، الله أكبر. وسجد (٢).

[وقد ذكرنا واقعة الأبرش معه، وأنه عاش إلى أيام المنصور، وأنه حدا بالمنصور في طريق الحج، وأنه أعطاه درهمًا] (٣).

ذكر موالي هشام [بن عبد الملك] ومولياته:

كان له خلقٌ لا يُحْصَوْن على قدر طِرازه، ولم يكن في مواليه أنجبُ من سالم [وقد ذكرناه]. ولم يكن في مولياته مثل غضيض [ولها قصة عجيبة].

قال شيخنا موفقُ الدين رحمة الله عليه [في كتاب "التوَّابين" عن سليمان بن خالد] (٤): وُصف لهشام رَبِيبةٌ لبعض عجائز الكوفة؛ جاريةٌ مشهورةٌ بالكمال والفضل، فائقةُ الحُسْن، قارئةٌ لكتاب الله، راويةٌ للأشعار، مع عقل وأدب، فأرسل إلى عامله بالكوفة، فاشتراها بمئتي أَلْف درهم (٥) وحديقة نخل يُسْتَغَلُّ منها كلَّ سنة خمسُ مئة دينار (٦).


(١) لفظ: بن الوليد، بين حاصرتين، من "تاريخ دمشق" ٢/ ٥٧٧ (مصورة دار البشير- ترجمة الأبرش).
(٢) المصدر السابق. وما سلف بين حاصرتين من (ص).
(٣) سلفت قصته هذه أوائل هذه الترجمة. والكلام بين حاصرتين من (ص).
(٤) كتاب التوابين ص ١٧١.
(٥) في (ص): دينار، وهو سهو واضح.
(٦) في "التوابين" ص ١٧١: مثقال.