للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عَطَرَّد: فواللهِ ما أَخبرتُ بشيء من ذلك حتى قُتل الوليد (١).

وقال عَطَرَّد: رأيتُ الوليدَ يشربُ سبعين قَدَحًا من الخمر ولا يسكر.

وسكر ليلة فقام إلى ابن عائشة، فقبَّل كلَّ عضو فيه حتى ذكره (٢).

وكان ينزل في البِرْكة في اليوم مرارًا ويغيِّر ثيابَه.

[وقد نسبه أبو الفرج فقال:] وعَطَرَّد: كنيتُه أبو هارون، مولى عَمرو بن عوف الأنصاري، كان عَطَرَّد ينزلُ قُباء، وكان جميل الوجه، حَسَن الصوت بالغناء، فقيهًا قارئًا لكتاب الله، عَدْلًا في شهادته، أدرك أيام بني أمية وصدرًا من دولة بني هاشم، وانقطع إلى سليمان بن عليّ، ومات في أيام المهديّ [محمد بن أبي جعفر المنصور] (٣).

قال المصنف : وكيف يكون عَدْلًا وهو يشهد مجالس الوليد؟! فإن كان قبل ذلك يحتمل.

قال أبو الفَرَج: حبس والي المدينة جماعةَ المغنِّين وفيهم عَطَرَّد، فأُخبِرَ بدينه ومروءته، فدعاه وأطلقه، فقال: أيها الأمير، لِمَ حبستَ هؤلاء؟ قال: على الغِناء. قال: ظلمتَهم، فواللهِ ما أحسنوا منه شيئًا قطّ. فضحك الوالي وأطلقَهم (٤).

ذكر مقتل الوليد:

[ذكر علماء السير كالواقدي وهشام وأبي مِخْنَف والمدائني والحافظ ابن عساكر في "تاريخه" قالوا:] كان الوليد بن يزيد قبل أن يلي الخلافة على استهتار (٥) بالدين وقلة المبالاة به، فلما وليَ الخلافة ازداد من اللهو والركوب إلى الصيد وشربِ الخمر ومنادمةِ الفُسَّاق، فثقُل أمرُه على الرعيَّة والجند وكرهوه.


(١) الأغاني ٣/ ٣٠٧ - ٣٠٩، وتاريخ دمشق ٤٨/ ٤٥ - ٤٦ (طبعة مجمع دمشق- ترجمة عطرَّد). قال أبو الفرج الأصبهاني ٣/ ٣٠٤: الشعرُ لامرئ القيس بن عابس الكندي، هكذا روى أبو عَمرو الشيباني وقال: إن من يرويه لامرئ القيس بن حُجْر يغلط.
(٢) الأغاني ٢/ ٢٢٦.
(٣) الأغاني ٣/ ٣٠٣. وينظر "تاريخ دمشق" ٤٨/ ٤٥. والكلام بين حاصرتين من (ص).
(٤) الأغاني ٣/ ٣٠٧.
(٥) في (خ) و (د): قد استهان. والمثبت من (ص).