للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر حصار دمشق:

نزل عبدُ الله بنُ عليّ على الباب الشرقيّ، وصالحُ [بن علي] على باب الجابية، وأبو عَوْن على باب كيسان، وبسامُ بنُ إبراهيم على الباب الصغير، وحُميد بنُ قحطبة على باب توما، والعبَّاس بن يزيد على باب الفراديس، وقيل: نزل عليه عبد الصمد (١)، وبدمشق يومئذ خمسون ألف مقاتل، فحصرهم عبدُ الله بنُ علي يومَ الاثنين والثلاثاء، ووقعت الفتنة بينهم بدمشق، فقَتَلَ بعضُهم بعضًا، وقُتل الوليدُ بنُ معاوية، وفُتحت يوم الأربعاء لعشر بقين من رمضان (٢).

وقيل: إنما فَتَحَت الأبواب القحطانيةُ؛ لبسوا السَّواد، ووقعوا في المُضَريَّة، فقتلُوا منهم خلقًا كثيرًا (٣)، وأباحَها عبدُ الله ثلاث ساعات، وعلت الوايات السود على سورها.

وقال ابن عساكر (٤): جعل عبدُ الله بنُ علي جامِعَها سبعين يومًا إصطبلًا لدوابِّه وجِماله وقتلَ على سورها أربعةَ آلاف.

وقال (٥): أمرَ السَّفَّاح عمَّه صالح [بن علي] بالمسير إلى دمشق في البعوث التي بعثَها من أهل الكوفة وخُراسان ليحاصرَ دمشق مع أخيه عبد الله [بن علي] وكان صالحٌ أكبرَ منه، فسار على السَّمَاوة في ثمانية آلاف، فنزلَ مَرْجَ العَذْرَاء ومعه القُوَّاد: بسَّام بن إبراهيم، وأبو شَرَاحِيل صاحبُ حرسه، ويزيد بن هانئ وهو على شرطته، وغيرهم، ونزل عبدُ الله بنُ عليّ دمشق في أيَّام بقين من شعبان.

وقدم صالح، فنزل على باب الجابية، ونزل أبو عَوْن بباب كَيسان، وبسَّام بالباب الصغير، ونزل حُميد بن قحطبة بباب الفراديس، ونزل العبَّاس بن زُفَر بباب تُوما، ونزل عبد الصمد [بن علي ويحيى بن جعفر] على باب الفراديس الآخر المسدود، ونزل عبد الله بنُ عليّ على باب شرقيّ " وبدمشق يومئذ خمسون ألف مقاتل، وفيها الوليد بن معاوية بن


(١) في المصدر السابق: وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعباس بن يزيد على باب الفراديس.
(٢) في "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٤٠: لعشر مضين من رمضان.
(٣) في (د): عظيمًا.
(٤) في "تاريخ دمشق" ٦٢/ ١٨٨ (طبعة مجمع دمشق- ترجمة محمد بن سليمان النوفلي).
(٥) في "تاريخ دمشق" ٨/ ٥١٣ (مصورة دار البشير- ترجمة الطُّفيل بن حارثة الكلبي).