للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِحَفَّة، ومحمَّد المهدي.

وقال عبد الصمد بن عليّ للمنصور: يَا أمير المُؤْمنين، أنا شيخ كبير، عُدَّني بعضَ بغال الروايا التي تصل إلى الرِّحاب، فأمر أن تعمل قُنيّ الماء إلى المدينة فعملت.

قال المصنف : قول الخَطيب: إلَّا داود بن عليّ وهم؛ لأن داود مات سنة ثلاث وثلاثين، ولم يُدرك من دولة بني العباس سوى ثمانية أشهر، وإنما القائل للمنصور سليمان بن عليّ.

وكانت مساحة قصر المنصور وجامعه الذي هو قائم اليوم أربع مئة ذراع في مثلها، وبنى القُبَّة الخضراء في ارتفاع ثمانين ذراعًا، وكانت ترى من أقصى بغداد، وعلى رأسها تمثال فرس عليه فارس.

وقال أبو القاسم التَّنوخي: كان على رأس القبة الخضراء صنم على صورة فارس بيده رمح، فكان إذا مدَّ الرمح واستقبل بعض الجهات عُلم أنَّه قد ظهر بها خارجي، فيَرِد الخبر بذلك.

وقال القاضي التنوخي: إن في سنة تسع وعشرين وثلاث مئة في جمادى الآخرة كانت ليلة شديدة المطر والرعد الهائل والبرق؛ سقطت القبة الخضراء، وكانت تاجَ بغداد، ومأثرة بني العباس، وهو أول بناء بنوه، وكان بين بنائها وسقوطها مئة ونيف وثمانون سنة، وكانت محبس أبي جعفر، ومن دون القبة أربع قباب، وبنى على دجلة قصرًا وسماه الخلد، فكان يكون تارة فيه وتارة في القبة (١).

وقال الإِمام أَحْمد رحمة الله عليه: حَدُّ بغداد من الصَّراة إلى باب التّبن (٢) طولًا، والصراة وهي النهر الذي عليه القنطرتان بباب البصرة العتيقة والجديدة، وباب التبن هو مشهد موسى بن جعفر.

فأما عرضها فمن دجلة من الشرق إلى مكان غربي بغداد يقال له: الكَبْش والأَسَد، قريب من قبة إبراهيم الحربي، وكانت عنده أسواق عظيمة تمنع الماشي من المشي لكثرة الزحام، وهي اليوم مزارع وصحارى.


(١) تاريخ بغداد ١/ ٣٨٣، ٣٨٥، والمنتظم ٨/ ٧٨.
(٢) تاريخ بغداد ١/ ٣٨٠.