للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانصرفتُ وقد حصلت لي أشياء لم تحصل لي قبل ذلك.

وحكى عنه في "المناقب" قال: رأيت في النوم جبريل قد نزلَ إلى الأرض، فقلت له: ما تصنع؟ فقال: أكتب أسامي المحبين، قلت: مثل من؟ قال: مثل مالك بْنِ دينار، وثابت البُناني، وأيوب السختياني، وعدَّ جماعةً، قلت: فهل أنا منهم؟ قال: لا. قال: فاكتبني تحتَهم: محب المحبين، فقال: إنَّ الله قد أمرني أن أكتبَك في أولهم (١).

وحكى ابن باكويه الشيرازي عن إبراهيم بمعناها فقال: دخلتُ البصرة فإذا برجلٍ على باب الجامع يكتبُ شيئًا، قلت: ما تكتب؟ قال: أسامي المحبِّين في هذه البلدة، قال: فقلت: هل أنا منهم؟ قال: لا أدري، قلت: اكتب اسمي تحت أساميهم؛ كتب المحبين، قال: فرأيت الحق في المنام في تلك الليلة، فقال: يا إبراهيم قد غفرتُ لك بمحبَّتك للمحبِّين.

وحكى عنه في "المناقب": لما سررتُ في أسفاري إلَّا ثلاثَ مرات؛ كنتُ في سفينةٍ وفيها رجل مضحاك، فكان يريدُ أن يضحك الجماعة، فيقول: كنَّا نأخذُ العلج من بلاد الترك هكذا، ويأخذُ من شعر لحيتي، ويهزُّ رأسي؛ لأنَّه ما رأى أحقر مني.

والثانية: كنتُ مريضًا في مسجد، فدخلَ المؤذِّنُ فقال: قم واخرج، فلم أقدر على القيام، فجرَّ برجلي وأخرجني من المسجد.

وفي رواية: لَمَّا جرَّ برجلي دخلت شظيَّةٌ من البارِيَّة في عيني فألقاني على بابٍ المسجد، وكانت ليلةً مظلمة، والثلج ينزل، فنمتُ، وقد عاينت (٢) من عيني شدَّة، فرأيت الحق سبحانه في منامي، فقال: يا ابن أدهم أكلُّ هذا فيَّ؟ تمنَّ عليّ؟ فقلت: يا إلهي، اغفر لقيِّم المسجد. يعني حيث كان هو السبب في كوني أراك.

والثالثة: كان عليَّ بالشام فروةٌ، فنظرتُ يومًا، فلم أميِّز بين شعرِ الفروة والقَمْل (٣).

وحكى عن إبراهيم بن بشار قال: كنَّا إذا سافرنا مع إبراهيم بن أدهم نأخذُ الرُّطَبَ من شجر البلوط (٤).


(١) مناقب الأبرار ١/ ٦٦ - ٦٧.
(٢) كذا في (خ).
(٣) مناقب الأبرار ١/ ٦٩.
(٤) مناقب الأبرار ١/ ٧١.