للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يديك؟! فحقد عليه، فقال بعضُ الموالي: [من الطَّويل]

فدعْ قولُ يعقوب بن داود جانبًا … وأَقبِلْ على صَهباءَ طيِّبةِ النَّشرِ (١)

والأصحُّ أنَّ سببَ نكبته ميلُه إلى آل أبي طالب. وقال أبو اليقظان: إنَّ المهديَّ جلس يومًا في مجلسٍ وفرش فيه الفُرُش والآلاتِ والأواني والجواهر ما لم يُرَ مثلُه، وأحضر جاريةً فائقةَ الجمال، فقال: يا يعقوب، ما تقولُ في هذا المجلس؟ فقال: أَمتعَ اللهُ أميرَ المؤمنين، فقال: هو لك بما فيه.

ثم قال له: لي إليك حاجةٌ وأنا أحبُّ أن تقضيَها، قال يعقوب: أنا عبدُ أمير المؤمنين، قال: تقوم تضع يَدك على رأسي وتحلف أنَّك تقضيها. ففعل ما أَمره به المهديُّ واستوثق منه، فأَخرج إليه شابًّا من ولد آلِ أبي طالبٍ وقال: هذا تريحني منه عاجلًا (٢)، وأمر له بمئة ألفِ درهم.

قال يعقوب: فقمتُ وقد حمل معي ما كان في المجلس والمالِ وأتيتُ منزلي، ومن شَغَفي بالجارية تركتها في مِخدعٍ لأفرغَ من العلويُّ: وأعودَ إليها. قال: وجلست على كرسيٍّ وأحضرت السيفَ والنَّطع، فقال لي العلويُّ: يا يعقوب، اللهَ اللهَ في دمي؛ فإنَّ جدِّي رسولُ الله ، وعليٌّ أبي، وفاطمةُ أمِّي، وهما خصماؤك يومَ القيامة. فوقفتُ عليه وبكيت، وقلت: لا تخف، أيُّ الطرق أحبُّ إليك؟ فقال: الطريقُ الفلاني. وأحضرتُ جماعةً ممَّن أثق منهم وأعطيتُهُ من ذلك المال، وواعد أولئك الجماعةَ مكانًا يلتقي بهم فيه.

قال: وإذا الجاريةُ تسمع ما أقول ولم أعلم، فبعَثَت خادمًا إلى المهديِّ فأَخبره، فأرسل جماعةً في الليل إلى ذلك المكانِ فأخذ العلويَّ والذين معه والمال، ثم استدعاني في الحال، وقال: ما فعل الرَّجل؟ فقلت: قد أراحك اللهُ منه، فقال: اُنظر ما تقول، فقلت: نعم، فقال: ضع يدَك على رأسي واحلف، ففعلت، وإذا قد فُتح بابٌ


(١) تاريخ الطبري ٨/ ١٦٠، وما بين حاصرتين منه، الكامل ٦/ ٧٢ - ٧٣، تاريخ الإسلام ٤/ ٢٧٩، البداية والنهاية ١٣/ ٥٢٩ - ٥٣٠.
(٢) قال ابن كثير في البداية والنهاية ١٣/ ٥٢٨: والظاهر أنَّه الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب .