للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال العباسُ بن الحسن بنِ عبد الله بن العبَّاس بن [عليِّ بن] أبي طالب: قال لي الرشيد: أراك تُكثر من ذِكر يَنْبُع، فصِفْها لي وأَوجِزْ، فقلت: [بكلامٍ أو بشعر؟ فقال:] (١) بكلامٍ وبشعر، فقلت: جِدَتُها (٢) في أصل عِذْقِها، وعِذْقُها مُسَرَّح بانِها (٣)، فتبسَّم، فقلت: [من البسيط]

يا واديَ القصر نِعْمَ [القصر] (٤) والوادي … في منزل حاضرٍ إن شئتَ أو بادي

تُرفَى (٥) قَراقيرُه (٦) والعِيسُ واقِفَةٌ … والضَّبُّ والنُون والملَّاح والحادي

[حديث الرجل الَّذي ادَّعى النبوة:

حكى محمَّد بنُ غياث قال:، (٧) رأيت بالرقَّة رجلًا يدَّعي النبوَّة، فأُحضر إلى هارون، فقال له: أنت نبيّ؟ قال: نعم، فقال الفضل بنُ الربيع: ما علامة نُبوَّتك؟ قال: أنَّك ولد زِنى، فضربه الفضلُ بقائم سيفِه فشجَّه، فرفع رأسَه إلى السماء وقال: ما فعلتَ معي خيرًا حيث أرسلتَني إلى أولاد الزِّنى. فضحك هارونُ واستتابه وأَطلقه.

[حكايةٌ ذكرها القاضي التنوخيُّ في كتاب "الفرج بعد الشدَّة" (٨)

وقال: أمر هارونُ بعضَ خَدَمه وقال: إذا كان الليل فصِر إلى الحُجْرَة الفلانية، فافتحها وخذ مَن فيها فأتِ به موضعَ كذا وكذا من الصحراء، فإنَّ ثَمَّ قَليبًا مَحفورًا،


(١) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٣٥٦/ ٣٥٧، وهذا الخبر والذي قبله ليس في (ب).
(٢) في (خ): حوتها. والمثبت من تاريخ الطبري.
(٣) في تاريخ الطبري: شأنها. والبان ضرب من الشجر.
(٤) ما بين حاصرتين من المصادر.
(٥) رفأ السفينة: أدناها من الشط. القاموس المحيط (رفأ).
(٦) في (خ): جواريه، والمثبت من تاريخ الطبري، والأغاني ٢٠/ ٩١، وديوان المعاني ٢/ ١٣٨، ومعجم البلدان (قصر عيسى)، والقراقير: السفن الطويلة، وفي كتاب الحيوان ٦/ ٩٩: ترى به السفن كالظلمان واقفة، وفي عيون الأخبار ١/ ٢١٧: ترفا به السفن والظلمان واقفة، وفي الأزمنة والأمكنة ٢/ ٣٧٤: يرفى بها السفن والظمآن واقفة. والظُّلمان: جمع ظليم، وهو الذكر من النعام. واختلفت المصادر في نسبة البيتين بين الخليل بن أحمد وأبي المنهال بن أبي عيينة.
(٧) في (خ): وقال محمد بن عتاب، والمثبت من (ب).
(٨) ١/ ٢٧٠. وهذه الحكاية والتي بعدها ليستا في (خ).