للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن باكُويه: رُئي معروفٌ وهو تحت العرش، والحقُّ جلَّت قدرته وعظمتُه يقول: يا ملائكتي، مَن هذا؟ قالوا: أنت أعلمُ يا ربَّنا، فقال: هذا معروف الكرخي، سكر من حبِّي، فما يُفيق إلَّا بلقائي.

و [روى الخطيب (١) عن معروفٍ أنه] رُئي في النوم فقيل له: ما فعل اللهُ بك؟ فقال: أباحني الجنَّة، غيرَ أنَّ في نفسي حسرة، حيث خرجت من الدنيا ولم أتزوَّج، ووددت أنِّي كنت فعلت ذلك.

[حدَّثنا غيرُ واحدٍ عن يحيى بنِ عليٍّ المدير بإسناده إلى محمد بن أحمدَ السراج قال: سمعت] أحمدَ بن الفتح يقول (٢): رأيت بِشرَ بن الحارث الحافي في منامي وهو قاعدٌ في بستان، وبين يديه مائدةٌ وهو يأكل منها، فقلت: يا أبا نصر، ما فعل اللهُ بك؟ قال: رحمني وغفر لي، وأباحني الجنةَ بأسرها، وقال لي: كل من جميع ثمارِها، واشرب من أنهارها، وتمتَّع بجميع ما فيها، كما كنت تحرم نفسَك من الشَّهوات في دار الدنيا، فقلت: فأين أخوك أحمدُ بن حنبل؟ فقال: هو قائمٌ على باب الجنةِ يشفع لأهل السنَّةِ ممن يقول: القرآن كلامُ الله غيرُ مخلوق، فقلت: فما فعل معروفٌ الكرخي؟ قال: هيهات هيهات، حالت الحجبُ بيننا وبينه، إنَّ معروفًا لم يعبد اللهَ شوقًا إلى جنَّته، ولا خوفًا من ناره، وإنَّما عبده شوقًا إلى لقائه، فرفعه إلى الرَّفيع الأعلى، ورفع الحجبَ بينه وبينه، ذاك التِّرياق المجرَّب، فمن كانت له إلى الله حاجةٌ فليأتِ قبرَه وليدْع، فإنَّه يستجاب له إن شاء اللهُ تعالى.

[وروى أبو نُعيم (٣) عن] رجلٍ من أهل الشام أنه رأى (٤) في المنام قائلًا يقول له: اذهب إلى معروف، فسلِّم عليه وقل له: أنت معروفٌ في أهل السماءِ معروفٌ في أهل الأرض.


(١) في تاريخه ١٥/ ٢٧٢. وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) في (خ): وقال أحمد بن الفتح.
(٣) في الحلية ٨/ ٣٦٥.
(٤) في (خ): ورأى رجل من أهل الشام.