للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: سكونُ النَّفسِ إلى المدح أشدُّ عليها من المعاصي.

وقال: كان العلماء يعتبرونَ بثلاثة أشياء؛ صدق اللسان، وطيب المطعم، والمسكن الصالح، ولا أعرف اليوم من فيه من هذه الخلال واحدةٌ، يعبأُ الله بهم، وهم يتغايرون على الدنيا، ويتحاسدون، ويسعون إلى أهلها، ويغتابُ بعضهم بعضًا، يقول أحدهم لصاحب الدنيا: أدخلني وأخرج فلانًا، ويحَكُم، إنَّ الأنبياءَ لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم، وأنتم حملتموه وما نفعكم، وما على أحدكم أن لا يستكثر من الدنيا، وإنَّما هو عابرُ سبيل، وكأني والله برسول رربه وقد أتاه، فأخذَ روحَه، وأُحضِرَ يومَ الحساب، يوم الحسرة والندامة، فما ظنُّكم بملك الموت، والدُّنيا بين يديه كالطبق، يمدُّ يدَه من المشرق إلى المغرب، فيتناول الأرواحَ، فليطلب أحدكُم من الدنيا معاشًا يبلِّغه (١).

وقال: مثلُ الذي يأكلُ الدنيا بالدين، كالذي يغسلُ [بدنه من الزهومةِ بالسَّمك] (٢)، ويطفئُ النارَ بالحَلْفَاء.

وقال: لو تفكَّر الناسُ في عظمِة الله لما عصوه.

[وذكر أبو عبد الرحمن السُّلمي قال: وقف بشرٌ] على (٣) أصحابِ الفاكهة، فجعلَ ينظرُ إليها، فقيل له: لعلك [تشتهي من هذا شيئًا] (٤)؟ فقال: لا والله، ولكن أفكر (٥) فيها، فقلت: إذا كان الله يطعم هذه من يعصيه، فكيف من (٦) يطيعه!

و [قال ابن مسروق:] سئل [بشرٌ]، عن القناعة فقال: لو لم يكن فيها إلا التمتع بعزِّ الغنى لكفى، ثم أنشد: [من الوافر]


(١) من قوله: وقال: كان العلماء يعتبرون … إلى هنا. ليس في (ب).
(٢) ما بين حاصرتين من (ب)، ومكانها في (خ) و (ف): يديه بالزهومة من السمك.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب)، ومكانها في (خ) و (ف): ووقف على …
(٤) ما بين حاصرتين من (ب)، ومكانها في (خ) و (ف): تشتهيها.
(٥) في (خ) و (ف): أفكرت، وفي تاريخ دمشق ٣/ ٣٢٧ (مخطوط): ولكن نظرت، والمثبت من (ب).
(٦) في (ب): بمن، وما بين حاصرتين منها.