للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفادتني القناعةُ أيَّ عزٍّ … ولا عزٌّ أعزُّ من القناعهْ

فخُذْ منها لنفسك رأسَ مالٍ … وصيِّر بعدَها التقوى بضاعهْ

[تَحُزْ حالين تَغنَى عن بخيلٍ … وتحظَى بالجنانِ بصبر ساعهْ] (١)

وكان (٢) ينشد: [من السريع]

أُقسمُ بالله لرضخُ النَّوى … وشُربُ ماءِ القُلُبِ المالحهْ

أعزُّ للإنسانِ من حرصه .. ومن سؤالِ الأوجهِ الكالحهْ

فاستغنِ بالله تكنْ ذا غنى … مغتبطًا بالصفقةِ الرابحهْ

فاليأسُ عزٌّ والتُّقى سُؤدُدٌ … ورغبةُ النفس لها فاضحهْ

من كانت الدنيا له برَّةً … فإنَّها يومًا له ذابحهْ (٣)

وكان ينشد: [من البسيط]

قطع الليالي مع (٤) الأيام في حُرَقٍ … والنومُ تحت رِوَاقِ الهمِّ والأرقِ

أحرى وأجدرُ بي من أن يُقَال غدًا … إنِّي التمستُ الغنَى من كفِّ ممتلقِ

قالوا رضيتَ بذا قلت القنوعُ غنى … ليسَ الغنى كثرةُ الأموال والورقِ

رضيتُ بالله في عسري وفي يسري … فلستُ أسلكُ إلَّا واضحَ الطرقِ (٥)

وقال عمر ابن أخت بشر: دخلت [على خالي] (٦) وبين يديه بطيخة وهو يقلِّبُها بيده، فقلت له: ما هذه؟! فقال لي: مدَّةَ ستين سنة (٧) أشتهيها، فلمَّا كان اليوم غلبتني نفسي، فأحضرتُها، وقلت: ويحك يا نفس، بعد كذا وكذا أدافعُ هذه الشهوة، وتريدين أنْ تغلبيني اليوم، ثم دحى بها وقال: [من مخلع البسيط]

وإنَّ كدِّي لشبع بطني … ببيعِ ديني من المحالِ


(١) تاريخ دمشق ٣/ ٣٣٢ (مخطوط)، وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) من هنا … إلى قوله: وقال عمر ابن أخت بشر .... ليس في (ب).
(٣) حيه الأولياء ٨/ ٣٤٥ - ٣٤٦، وتاريخ دمشق ٣/ ٣٣٠ (مخطوط) باختلاف يسير.
(٤) في (خ) و (ف): والأيام. والمثبت من مناقب الأبرار ١/ ١٣٢، وتاريخ دمشق ٣/ ٣٣٢ (مخطوط).
(٥) حلية الأولياء ٨/ ٣٥٤، وتاريخ بغداد ٧/ ٥٥٧، وتاريخ دمشق ٣/ ٣٣٢ باختلافٍ يسير.
(٦) في (خ) و (ف): عليه. والمثبت بين حاصرتين من (ب).
(٧) في (ب): سنين، بدل: ستين سنة.