للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال:] ومات رجل ولأحمد بن طولون عليه دَيْن، فأرسل أحمد [بن طولون] إلى بكَّار: ربعْ ماله، فقال: حتَّى تحلفَ أنَّك تستحقُّه، فجاء ابنُ طولون إلى مجلسه وحلف، فقال بكَّار: أمَّا الآن فنعم، فباع ماله، وقضى دينَه.

[قال:] وكان بكَّار يقرأ آية في ليلة فيردِّدها إلى الصَّباح، [فقرأ ليلةً ﴿يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ﴾ [ص: ٢٦] فما زال يردِّدها إلى الصَّباح ويبكي] (١).

ذكر وفاته:

[قال ابن زولاق:] أرسل إليه ابن طولون وهو مريض يقول: أجِبْنِي إلى ما دعوتُك إليه واخْلص، فقال: أنا شيخ كبير ومريض، والملتَقى قريب، وأنت أيضًا مريض، والحاكم بيننا عادل.

ومات ابن طولون، فقيل لبكَّار: مات أحمد، فقال: مات البائس، فقيل له: انصرف إلى منزلك، فقال: الدَّار بالأجرة وقد صلحتْ لي، فأقام بها، وجاءه أصحابُها يطلبون أجرة الماضي، وقالوا: غصَبَنا ابن طولون إيَّاها، فقال: مذهبي أنَّ الغاصبَ لا أُجرة عليه، ولكن أَدْفع لكم في المستقبل.

[وقال الطَّحاويّ:] توفِّي يوم الخميس لستٍّ بقين من ذي الحجَّة [سنة سبعين ومئتين] بعد ابن طولون بنيِّفٍ وأربعين يومًا.

وقيل: [إنَّه] مات قبل [ابن طولون] وهو وهم.

[وقال الطَّحاوي:] ولي القضاء سنة ستٍّ وأربعين [ومئتين]، فأقام على القضاء أربعًا وعشرين سنة وستَّة أشهر وأيَّامًا، وتوفِّي وهو ابنُ سبع وثمانين سنة، ومات في اللَّيل، فلم يُدفن إلا بعد العصر لكثرة الزِّحام، وصلى عليه ابن أخيه محمد بن [الحسن] الفقيه (٢)، ودُفن بقَرَافة مصر عن يسار الطَّريق حيال الكرم (٣) الذي عند مصلَّى بني


(١) "تاريخ ابن عساكر" ٣/ ٤١١ - ٤١٥، و"وفيات الأعيان" ١/ ٢٨٠ - ٢٨٢، و"تاريخ الإسلام" ٦/ ٣٠٣ - ٣٠٦، و"الوافي بالوفيات" ١٠/ ١٨٥ - ١٨٦.
(٢) في "وفيات الأعيان" ١/ ٢٨٢، و"تاريخ الإسلام" ٦/ ٣٠٦، و"السير" ١٢/ ٦٠٤: وصلى عليه ابن أخيه محمد بن الحسن بن قتيبة. وما بين معكوفين من (ب).
(٣) في (ب): خيال الكوم. وفي "وفيات الأعيان"، و"الوافي بالوفيات" ١٠/ ١٨٦: تحت الكرم.