للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شرع في بناء بيت المقدس، فكان عدد من يعمل في بنائه ألف رجل عليهم قطع الخشب، في كل شهر عشرة آلاف وكان عِدَّةُ الذين يعملون في الحجارة عشرة آلاف، وعدة الذين يقومون عليهم ثلاث مئة أمين، وأولج فيه التابوت وصلى ودعا، فأوحى الله إليه قد غفرت لمن أتى هذا البيت لا يعنيه إلا الصلاة فيه (١).

وروى أيضًا عن عطاء الخُراساني قال: لما فرغ سليمان من بنائه أنبت الله له شجرتين عند باب الرحمة، إحداهما تنبت الذهب والأخرى تنبت الفضة، فكان في كل يوم ينزع من كل واحدة مئتي رطل ذهبًا وفضة، ففرش المسجد بلاطة من ذهب وبلاطة من فضة. فلما جاء بُخْتُ نَصَّر خربه، واحتمل منه ثمانين (٢) عجلة ذهبًا وفضة فطرحه برُومِيَةَ.

قال جدي (٣): بناه سليمان لأربع سنين خَلَت من مُلكه في سبع سنين، ومن هبوط آدم إلى ابتداء سليمان ببناء بيت المقدس أربعة آلاف وأربع مئة وست وسبعون سنة (٤).

وفي غير رواية جدي: ومن خروج موسى ببني إسرائيل من مصر إلى بناء بيت المقدس ست مئة وست وثلاثون سنة.

وروى أيضًا جدي عن وهب بن منبه عن كعب قال: أوحى الله إلى سليمان: أن ابنِ بيتَ المقدس، فجمع حكماءَ الإنس وعفاريت الجن وعظماء الشياطين، ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقًا يبنون، وفريقًا يُقَطِّعون الصخور والعُمُدَ من معادن الرخام، وفريقًا يغوصون في البحر يستخرجون منه الدُّرَّ والمرجان، الدُّرة مثل بيضة النَّعام والدجاجة، وأخذ في بناء المسجد فلم يثبت البناء، وكان عليه حَيْر بناه داود ، فأمر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء، فقال: أسِّسوا عليه، فألقوا فيه الحجارة، فكان الماء يلفظها، فاستشار في ذلك فأشاروا عليه أن يتخذ قِلالًا من


(١) "فضائل القدس" ص ٧٧.
(٢) في (ب): "ثلاثين"، والمثبت موافق لما في "فضائل القدس" ص ٧٨.
(٣) في (ب): قال الشيخ أبو الفرج .
(٤) "فضائل القدس" ص ٧٨.