للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفي شعبان] (١) ورد الخبرُ إلى بغداد أن غلمان أحمد بن إسماعيل صاحب خُراسان قتلوه على شاطئ نهر بَلْخ (٢)، وقام مقامه ابنه [أبو الحسن] نَصْر [بن أحمد]، فبعث إليه المقتدرُ عهدَه على خراسان مكان أبيه.

وفي رمضان وردَ الخبرُ بأنَّ خادمًا لأبي سعيد الجَنَّابيِّ القِرمطيّ المتغلِّب على هَجَر قتلَه.

قال ثابت بن سنان: وكان عليّ بنُ عيسى لَمَّا تقلَّد الوزارة سأل المقتدرَ في أمر القرامطة، وأشارَ بمكاتبة أبي سعيد الحسن بن بهرام الجَنَّابيّ والإعذارِ إليه، فتقدَّم إليه بمكاتبته عنه، فكتبَ إليه كتابًا طويلًا حمدَ الله في أوَّله، وصلَّى على رسوله ، وذكر الآيات المختصَّةَ بالإسلام وشرفه، وحث فيه على طاعة الخلفاء، فقال:

والحمدُ لله الذي شرَّف أمير المؤمنين وآباءَه الخلفاء الراشدين، الأئمَّة المَهديين، وجعلهم لُبابَ عِترته، وصَفوةَ أسرته، وفروعَ أَرومته، وبواسق نعمته، وجَمعَ لهم ما حازوه من ميراث النبوَّة عنه من الخلافة بعدَه، وارتضاهُم لسيرتِه والاقتداءِ بسنَته، ثم وبَّخه على ما يُحكى (٣) عنه وعن أصحابه من ترك الصلاة والزكاة، وإباحة المحظورات، وارتكابِ المُحَرَّمات، ثم توعَّدهُ وهدَّده وقال: وأمير المؤمنين إنْ أقمت على بدعتِك ومذاهبكَ المستبشعة، وأعرضتَ عمَّا دعاك إليه من الدخول في الطاعة والسنَّة والجماعة، وإلا قلَّدكَ بغيك وآذنكَ بحربٍ من الله ورسوله، وذكرَ آيات الجهاد، وقال في آخره: واللهُ ولي التوفيق والإرشاد، والمطَّلعُ على سرائر العباد، والهادي إلى الخيرِ من أراد، وهو لمن عصاهُ بالمرصاد، وكتب علي بن عيسى في المحرم سنةَ إحدى وثلاث مئة.

ونفذت الرسل من حَضرة المقتدر، فلمَّا وصلوا البصرة بلغَهم مقتلُ أبي سعيد، فكتبوا إلى الوزير فعاد الجوابُ بأن يسيروا إلى من قامَ بعدَه، فساروا ووصَّلُوا الكتابَ


(١) في (خ): وفيها. وما بين حاصرتين من (ف) و (م ١).
(٢) كذا في (خ) و (ف) و (م ١)، وتكملة تاريخ الطبري ص ٢٠٤، وتاريخ الإسلام ٧/ ٨. وفي أوراق الصولي (ما لم ينشر منها) ص ٩٤، والصلة لعريب ص ٤٦ أنه قتل على فراشه. وانظر الخبر في الكامل ٨/ ٧٧ - ٧٨.
(٣) في (خ): تخلي. والمثبت من المنتظم ١٣/ ١٤٢.