للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التناسخ، وأن أرواح الأنبياء انتقلت (١) إلى أجسامهم.

وحكى الخطيب بإسناده إلى علي بن أحمد الحاسب قال: حدثني أبي (٢) قال: وجَّهني المعتضد إلى الهند، وكان معنا في السفينة رجل يعرف بالحسين بن منصور، فقلت (٣) له: في أي شيء جئت إلى هاهنا؟ فقال: جئتُ لأتعلم السِّحر، وأدعو الخلق إلى الله تعالى.

وقال الخطيب: لما افتُتن الناس بالأهواز وكُوَرها بالحلاج، وما يُخرجه لهم من الأطعمة والأشربة في غير حينها (٤)، والدَّراهم التي سماها دراهمَ القُدرة، حُدّث أبو علي الجُبَّائي بذلك، فقال لهم: هذه الأشياء محفوظة في أماكن تمكن الحِيل فيها، ولكن أدخلوه إلى بيت من بيوتكم، وكلّفوه أن يُظهر لكم منها شيئًا، فإن فعل فصدّقوه، وبلغ الحلاج قوله، وأن قومًا عَملوا على ذلك؛ فخرج من الأهواز.

وحكى الخطيب، عن محمد بن يحيى الرَّازي قال: سمعت (٥) عمرو بن عثمان يلعن الحلاج ويقول: لو قدرتُ عليه لقتلتُه بيدي؛ قرأت يومًا آية من كتاب الله تعالى فقال: أقدر أن أؤلّف مثلها.

وحكى أيضًا عن أبي زُرعة الطبري قال: [سمعت أبا يعقوب الأقطع يقول:] زوّجت ابنتي من الحسين بن منصور الحلاج لما رأيت من حسن طريقته، فبان لي بعد مدة يسيرة أنه ساحر مُحتال خَبيث كافر (٦).

وقال الصولي: أول من أوقع بالحلاج أبو الحسين (٧) علي بن أحمد الرَّاسبي، فأدخله بغداد وغلامًا له على جَملين قد شهرهما، وذلك في ربيع الأول (٨) سنة إحدى


(١) في (ف) و (م ١): انقلبت.
(٢) في (خ): وقال علي بن أحمد الحاسب حدثني أبي، والمثبت من (ف) و (م ١)، والخبر في تاريخ بغداد ٨/ ٦٩٨.
(٣) في (ف) و (م ١): فقيل.
(٤) في (ف) و (م ١): من غير جنسها.
(٥) في (خ): وقال محمد بن يحيى الرازي سمعت، والمثبت من (ف) و (م ١).
(٦) تاريخ بغداد ٨/ ٦٩٩، والمنتظم ١٣/ ٢٠٣ وما بين معكوفين منهما.
(٧) في المنتظم ١٣/ ٢٠٤: أبو الحسن.
(٨) في ما لم ينشر من أوراق الصولي ص ١٢٦، والمنتظم ١٣/ ٢٠٤: ربيع الآخر.