للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَلَم تَرَ مَأرِبًا ما كَان أَحصَنَهُ (١) … وما حَوَالَيْه مِن سُورٍ وبُنْيَانِ

وقال المسعودي في "تاريخه": مَأرِب اسم المَلِك الذي كان يملكهم. وهو وهم منه، والأول أصح (٢).

قال وهب: كان يحرسها الرِّجال ويخدمها بنات الأشراف، وكان معها في قصرها ألف امرأة، وكانت تأخذ الجارية وهي صغيرة، فإذا بَلَغت حدَّثتها حديثَ الرجال، فإذا رأتها قد تغيَّر لونها ونكست رأسها علمتْ أنها تريد الرجال فسرَّحتها إلى أهلها، وإنْ رأتها مستمعةً لحديثها غير متغيرة اللون، عرفت أنها لا تريد الرجال فأسكنتها معها وجعلتها من خاصَّتها.

قال المصنف : وقول من قال: إن أباها أقام سنة في الملك، بعيدٌ، لأن له سيرةً مذكورة وغزواتٍ، وأقام مدة، ذكره الكلبي.

وقال مقاتل: كان لها ثلاث مئة وستون رجلًا من عقلاء الناس تشاورهم في أمرها.

قال مجاهد: أقامت في مُلكها سبع سنين، ولم يعلم بها سليمان.

قوله تعالى: ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ أي: من كل ما يحتاج إليه الملوك من العَدَد والعُدَد وغير ذلك ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ [النمل: ٢٣] أي: سرير ضخم من الذهب مُرَصَّعٌ بالدُّر والجَوْهر، وله أربع قوائم، الواحدة من الياقوت الأحمر، والثانية من الياقوت الأصفر، والثالثة من زمرد، والرابعة من زبرجد.

قال الكلبي: وكان له سبعة أبيات على كل بيت باب مقفل، وقال الحسن وابن عباس: كان طوله ثلاثين ذراعًا وارتفاعه كذلك وعرضه كذلك، وقال مقاتل: كان طوله ثمانين ذراعًا وهو مكلل بالجوهر.

قوله: ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ أي: يعبدونها، ثم قال: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ﴾ [النمل: ٢٥].

وحكى الثعلبي عن يزيد ومحمد بن إسحاق أن من قوله: ﴿أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ إلى قوله: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [النمل: ٢٦] من قول الهدهد وكلامه.


(١) في (ط): أحسنه، والمثبت من المصدرين.
(٢) لم يجزم بهذا القول المسعودي ٣/ ٣٧٣، وإنما ذكره أحد قولين.