للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسن للرسول: ليس بيني وبين هذا الرجل حديثٌ، ولا أقبل ضَمانَه؛ لأنَّه لا عَهْدَ له ولا وَفاءَ ولا ذِمَّةَ، ولا أقبل منه شيئًا، اللهمَّ إلا أن يَتوسَّطَ أبو الحسن علي بن عيسى بينه وبيني، ويَضمنَ لي عنه؛ فإنَّني أسكنُ إلى ذلك وأقبَلُه.

وفي رمضان بلغ ابن مُقْلَة أنَّ في بعض الدُّور المُلاصِقَة للزَّاهِر رجلًا (١) يأخذ البيعةَ على الناس لإنسانٍ لا يُعرَف، ويَبذلُ لهم الرِّزق والصِّلَة، ويُعطيهم خواتيمَ، فاحتال ابن مُقْلَة عليه، وبعث رجلًا يقال له: أبو محمد الشّكري (٢)، فاجتمع به، وأخذ البَيعةَ عليه لجعفر بن المُكْتَفي، وذكر أنَّ جماعةً من القوَّاد قد أجابوه منهم يانس المؤنسي وفلان وفلان، واجتمع ابن مُقْلَة بالرَّاضي وأخبره، فقبض على الرَّجل، وعلى جعفر بن المُكْتفي، وحَبَسه، واستحى من يانس أن يَقبض عليه، فولَّاه قِنَّسرين والعَواصم، فخرج إليها، ونَهب مَنزل جعفر بن المكتفي.

وفي شوال بعث الرَّاضي للوزير ابن مُقْلَة خِلْعَةً وهديّة، وطيبًا وشرابًا، وأمره بالتَّخَلِّي للشّرب، ففعل ذلك.

وفيها عاد الحسن بن حَمْدان إلى المَوْصل، وطرد عنها ماكرد الدَّيلَمي بعد أن التقيا، فكانت الدَّبَرَة أولًا على الحسن، ثم التقيا على باب الرُّوم بنَصيبِين، فهزمه ابنُ حَمْدان، فهرب إلى الرَّقَّة، ونزل منها إلى بغداد، وكتب الحسن إلى بغداد يَسأل الصَّفْحَ عنه، وأنَّه يعود إلى الضَّمان، فأُجيب إلى ذلك.

وخرج الناس يحجُّون ومعهم لؤلؤ غلام المُتَهَشِّم يُبَذْرِقُهم، فاعترضه أبو طاهر سَحَر يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة، فانهزم لؤلؤ وبه ضَرباتٌ كثيرة، وقتل أبو طاهر الحاجَّ، وسَبى منهم شيئًا كثيرًا، والتجأ الباقون إلى القادسية، ثم تسلَّلوا إلى الكوفة وبغداد، وبطل الحجُّ في هذه السنة.


(١) في (خ): للزاهر بن جلاء، وهو تحريف، وانظر تكملة الطبري ٢٩٥، والمنتظم ١٣/ ٣٤٩، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤١٧.
(٢) كذا ولم أعرفه.