للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يكون عسكرُ البريدي بالبصرة يُقيم الدَّعوة للراضي ولابن رائق، ويجتهدوا في فتح الأهواز، وكتبوا الكتاب، وأخذوا عليه خطَّ الراضي، وسار جيش البريدي من البصرة إلى واسِط لقتال بَجكم، فخرج إليه بَجكم، فأوقع به بالدرمكان (١) وعاد إلى واسط، فجلس ابن رائق ببغداد في الهينة (٢).

ذكر هذه الواقعة:

بلغ بجكم صُلْح ابن رائق مع البريدي، وقَصَده البريدي، وبعث محمدًا الحَمَّال في ألف رجل، والتقوا، فانهزم الحَمَّال من الدرمكان، وكان البريدي وأخوه مقيمَين بمَطارا ينتظران الخبر، وجاءهما الفَلُّ ولم يُقتَل منهم أحد، وراسله بجكم وقال: أنت قد اتَّفقْتَ [مع] (٣) ابن رائق عليَّ، وقد عفوتُ عنك، وأنا أُعاهدك إنْ مَلَكتُ الحَضْرةَ أنْ أُقَلِّدك واسِطًا، فسجد البريدي شُكرًا لله ﷿، وحلف له، واتَّفقا.

وفيها جرَت فتنةٌ عظيمة من الحنابلة وسببها البَرْبَهاري، فكتب إليه محمد بن رائق يَتهدَّدُه، فاسْتَتَر، ونَهى أصحابه عما كانوا عليه (٤).

وفيها قُطعَت يدُ ابن مُقْلَة، ثم قُطع لسانُه؛ وسببه أنَّ محمد بن رائق لمَّا صار إليه تدبيرُ المملكة في وزارة سليمان بن الحسن للراضي قبض على ضياع أبي علي بن مُقْلَة وابنه، فسأله ابنُ مُقْلَة إطلاقَها، فوعده، ثم مَطَلَه، فأخذ في السَّعي عليه من كلِّ وَجْه، وكتب إلى بَجكم يُطمِعه في الحَضْرة، وكتب إلى الرَّاضي يُسْير عليه بالقبض على ابن رائق وأسبابه، ويَضْمَن له إذا فعل ذلك وقلَّده الوزارة لَيَستخرج له منه ثلاثة آلاف ألف دينار، وأشار باستدعاء بجكم ونَصْبِه مكان ابن رائق، فأَطْمعه الراضي في ذلك، فكتب ابن مُقْلَة إلى بجكم يُخبره ويَحُثُّه على القُدوم.


(١) في تكملة الطبري ٣١٤: بشابرزان، والمثبت موافق لما في تجارب الأمم ١/ ٣٨٤.
(٢) كذا، ولم أتبينها، وأنظر أخبار الراضي ١٠١، ١٠٣، والكامل ٨/ ٣٤٣ - ٣٤٤، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤٢٦.
(٣) ما بين معكوفين من تاريخ الإسلام ٧/ ٤٢٦.
(٤) من قوله أول السنة: قد ذكرنا أن البريدي … إلى هنا ليس في (ف م ١).