للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحجَّ الناسُ ولم يدخلوا المدينة؛ لأجل طالِبِيٍّ خرج بناحيتها.

[فصل] وفيها قُتل بجكم فاضطرب الناس وعسكرُه، ومضى دَيلَمُه إلى أبي عبد الله البَريدي، وكانوا ألفًا وخمس مئة، وكان بالبصرة فأحسن إليهم، وزاد في أرزاقهم.

وفيها عَزل المُتَّقي سليمان بنَ الحسن عن الوزارة، فكانت مدةُ إقامته فيها أربعةَ أشهر وأيامًا، واستوزر أبا الحسين أحمد بن محمد بن مَيمون، وكان كاتبه أولًا، وخلع عليه، وكانت وزارتُه في شعبان، فاستناب أبا عبد الله الكوفي.

وفيها قدم أبو عبد الله البَريدي من البصرة إلى بغداد، وطلب الوزارة فأجابه المتقي، وصار إليه الوزير ابن مَيمون فأكرمه، وكانت وزارته شهرًا وثلاثة أيام.

ولمَّا استوزر البريدي شَغَب الجُنْد والدَّيالِمة والبَجْكَمية وغيرهم عليه يَطلبون أرزاقَهم، فأرسل إلى المتَّقي يقول: إنَّهم يقولون: قد أخذتَ أموال بجكم من دارٍ وغيرها، فلم يلتفت إليه، فخرج هاربًا من بغداد إلى البصرة، فكانت وزارته أربعة وعشرين يومًا.

ثم استوزر المُتَّقي أبا إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي، ويُعرَف بالقَراريطي، فأقام بها ثلاثة وأربعين يومًا، ثم عزله وولَّى أبا جعفر محمد بن القاسم الكَرخي، ثم عزلَه، فكانت وزارتُه ثلاثةً وخمسين يومًا، ودبَّر الأمور بعده أبو عبد الله الكوفي من غير اسم الوزارة.

وفي ربيع الآخر قبض المتقي على أبي بكر بن قَرابَة (١).

[وفيها كتب المتقي إلى محمد بن رائق يستدعيه من الشام، وسنذكر السبب.

وفيها قَلَّد المتقي الإمارة بعد قتل بَجكم] (٢) كورتكين (٣) الدَّيلَمي، وخلع عليه، وعقد له لواء، وجعله أمير الأمراء، وجعل علي بن عيسى وأخاه عبد الرَّحمن على الدواوين من غير تسمية الوزارة.


(١) من قوله: وفيها عزل المتقي سليمان بن الحسن … إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٢) ما بين معكوفيين من (م ف م ١)، وفي (خ): بن قرابة وفيها قُلِّد الإمارة.
(٣) في (م ف م ١): كوركين، أينما وردت، وفي تكملة الطبري ٣٢٨: كورنكج، والمثبت من (خ)، ومثله في أخبار الراضي ٢٠٤، والكامل ٨/ ٣٧٤، وتاريخ الإسلام ٧/ ٤٣٢، والسير ١٥/ ١٠٦.