للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول عليٍّ وقتادة وعكرمة والضحَّاك والسُّدي في آخرين، وحكاه جدي في "فضائل القدس" عن ابن عباس (١).

وروى ناجية بن كعب عن عليٍّ قال: لما فعل بُخْتَ نَصَّر ببيت المقدس ما فعل، وقَدِم بالسبي إلى بَابِل، كان فيهم عُزَير، وكان من علماء بني إسرائيل، فلما عاد بقاياهم إلى الشام عاد عُزَير معهم فمرَّ على بيت المقدس وهو شابٌّ راكب على حمار، فأَماته الله مئة عام.

وقال وهب وابن عباس: لما أحياه الله أتى منزله فأنكر المنازل، وهناك عجوز عمياء مقعدة قد أتت عليها مئة وعشرون سنة، وكانت تعرفه قبل ذلك، فقال لها عُزَير: هذا منزل عُزَير؟ فبكت وقالت: نعم ما سمعنا أحدًا يذكر عُزَيرًا منذ مئة سنة، وقد نسيته الناس، فقال: أنا عُزَير أماتني الله مئة عام ثم بعثني، فقالت: كان عُزَير مستجاب الدعوة فادعُ لي حتى يردَّ الله عليَّ بصري، فدعا لها ومسحَ على عينيها وجسدها فأبصرت وقامت تمشي، فكأنما نشطت من عقال، ونادت في بني إسرائيل: إن الله قد أحيا عُزَيرًا، وهناك ابنٌ لعزير قد أتمت عليه مئة وعشرون سنة، وبنوه شيوخ، فقال ابنه: كان لأبي شامة سوداء بين كتفيه، فكشف ثوبه فلاحت، فتعانقا وبكيا (٢).

وذكر الثعلبي أنهم كذَّبوه، فقرأ لهم التوراة على ظهر قلبه، وكانت التوراة قد فُقِدت، فقال بعضهم: حدثني أبي عن جدي أنَّ التوراة دفنت يوم سُبينا في خابية في كرم فلان، فنبشوا الكرم وأخرجوها وعارضوها بما أملى عُزَير فما اختلفا في حرف واحد، فحينئذٍ قالوا: عُزَير ابن الله (٣).

والثالث: أنَّ الذي مرَّ على القرية لا إرْمِيا ولا عُزَير بل رجل كافر بالبعث، قاله مجاهد، والأول أصح.

واختلفوا في القرية: عامة العلماء أنها بيت المقدس، وقيل: قرية العنب غربي بيت


(١) "فضائل القدس" ص ١٠٥.
(٢) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٤٧.
(٣) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٤٩.