للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَمَاجِمُنَا يَوْمَ اللِّقاء تراسُنَا. . . إلى المَوْتِ نمْشِي لَيْس منا تَجَانُفُ

والخامس: أنهم الصَّيَّادون، قال السُّدي: كانوا ملَّاحين يصيدون السَّمك.

والسادس: أنهم المُلُوك، حكى هذه الأقوال ابن الأنباري.

والسابع: سُموا به لصفاء قلوبهم، قاله الضحَّاك.

وقال وهب: كانوا اثني عشر رجلًا تبعوا عيسى وآمنوا به، فأمَّا أسماؤهم: شَمْعُون، ولُوقَا، ويُوحَنَّا، ومارقس، وتوما، وبُطرُس، ويعقوبس، ويُحنِّس، وأندارييس، وقلس، وقلما، ومَتَّى، وتوماس، ورأسهم شمعون، والذين نقلوا الإنجيل منهم خمسة: شَمْعُون، وقطرس، وقيل: بُطْرُس، ويعقوبس ويُحنِّس.

واتفقوا على أنَّ عيسى بَعَث شَمْعُون إلى أَنْطَاكِيَة في قوله تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ [يس: ١٣] واختلفوا في الاثنين، هل كانا من الاثني عشر، أم من غيرهم؟ وسنذكره بعد هذا إن شاء الله تعالى.

وكانوا يُسَمُّون يَحْيَى بن زَكَريَّا المعمداني؛ لأن عيسى عمَّدهُ في الأُرْدُن عند أَرِيحا، وقيل: في بحيرة طَبَرِيَّا، وكان إذا عَطِشُوا يضرب الأرض بيده فينبُع الماء فيشربون، وإذا جاعوا ضرب بيده الأرض فيظهر لكل واحدٍ منهم رغيفان، قالوا: يا روحَ الله مَنْ أفضل مِنَا ونحن إذا جعنا أطعمتنا وإذا عطشنا سقيتنا؟ فقال: أفضلُ منكم مَن عمل بيده وأكل من كسبه، قال ابن عباس: فصاروا قصَّارين يغسلون الثياب بالكراء.

وقال مجاهد: مرَّ بهم عيسى وهم يصيدون السَّمك من بحيرة طَبَرِيَّة، فدعاهم إلى الله وقال: تعالوا حتى نصيد البشر فاتبعوه، وقيل: إنّه كان في الأول يستطعم منهم، فكانوا يتصدَّقون عليه بسُميكةٍ سميكةٍ حتى أَنِسُوا به.

وعامة القرَّاء على تشديد الواو من "الحوَّاريين" وقرأ عاصم بتخفيفها.

﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾ [المائدة: ١١٢] عامة القُرَّاء على "يستطيع" وقرأ الكسائي "تستطيع" بتاء منقوطة من فوق بنقطتين، و"ربَّكَ" بالنصب (١)، واختاره أبو عبيد، وبه قرأت عائشة وابن عبَّاس


(١) كتاب "السبعة" ص ٢٤٩، و"التيسير" ص ١٠١.