والرابع: قَصْعَةٌ من ثريد، رواه الضحَّاك عن ابن عباس.
والخامس: كلُّ شيء إلا اللحم، قاله ابن جُبير.
والسادس: سمكة فيها طعم جميع الأطعمة، قاله عطيَّة العوفي.
والسابع: خبز وأرز وبَقْل، قاله ابن الكلبي.
والثامن: سبعة أرغفة من شعير، وسبع سمكات.
والتاسع: سمك ولحم، قاله عطاء بن السائب.
والعاشر: كان عليها ثمار من ثمار الجنَّة، وسمن وعسل، قاله عمَّار ومقاتل.
فقال عيسى: أَيّكم أوثق في نفسه فَلْيكشف هذا المنديل، فقالوا: يا روح الله، أنت أولى، فكشفها، فقال شَمْعُون رأس الحَوَارِيِّين: يا روح الله، أَمِنْ طعام الدُّنيا أمْ من طعام الجنة؟ فقال عيسى: لا مِن هذا ولا من هذا ولكن شيء قال له الله: كُنْ، فكان، فقال الحَوَارُّيون: نريد أنْ تُرِيَنا آيةً في هذه الآية، فقال: سبحان الله، أما اكتفيتم بها؟! ثم أشار إلى السَّمكة وقال لها: عودي بإذن الله كما كُنْتِ طريَّة حَيَّة فاضطربت على المائدة، فقال: عودي مشوية فعادت، فقال: كلوا، فقالوا: أنت أوَّل مَن يأكل، فقال: معاذ الله إنَّما يأكل منها مَن سألها، فلما رأوا امتناعه خافوا أن يكون نزولها عقوبة، فدعا عيسى الفقراء والمساكين واليتامى والزَّمْنَى، فقال: كُلوا من رزق ربّكم ودعوةِ نبيكم لتكون مهنأً لكم وعقوبة لغيركم، قال وهب: فأكل منها ألف وسبع مئة إنسانٍ صدروا عنها شِبَاعًا وهي على حالها، فصحَّ كلُّ مريضٍ واستغنى كلُّ فقير أكل منها، ثم كانت تنزل عليهم بعد ذلك فيزدحمون عليها وكانت تنزل يومًا وتغيب يومًا فنزلت أربعين يومًا.
وقال وهب: قال لهم عيسى: كلوا ولا تدَّخِروا، فادَّخَروا، فمُسِخُوا خَنَازيرَ وقِردة.
وقال ابن عباس: إنَّما مُسِخُوا لأنَّ الذين أكلوا منها لمَّا رجعوا إلى قومهم قالوا لهم: سحر عيسى أعينكم، وبلغ عيسى فدعا عليهم فمُسِخُوا وماتوا بعد ثلاث. قالوا: ولم يعش مَسْخٌ أكثر من ثلاث.
وقيل: إنَّما خبؤوا منها لأنَّهم ظنُّوا أنَّها لا تنزل بعد ذلك.