ونقش السِّكَّة باسمه، فامتنع هزارسب من ذلك، ونزل أبو العلاء على دُبيس، وبعث فأخذ أمواله وأسبابه من الأهواز ولم يعُدْ إليها، وكان صديقَ البساسيري قديمًا، وكان هزارسب في ثلاث مئة ألف وخمس مئة فارس وألف راجل، والبساسيريّ كذلك وأكثر، وكانوا قد وصلوا إلى المأمونية جياعًا عطاشًا قد ضاقت بهم العلوفات، وسبق هزارسب حتى نزل على قنطرة دون الأهواز، ونزل البساسيريُّ في مقابلته وبينهم نهران، أحدهما الذي هم عليه نزول، والآخر يلي عسكر البساسيري، ثم وقعت المراسلة على هدنة مقدارها ستة أشهر، آخرها سلخ ذي الحجة، ولا يتعرَّض أحد إلى بلد أحد، وأن تكون الخطبة للمستنصر بعد هذه المدة أول المُحرَّم، وأشاع هزارسب كراهيته لعسكر السلطان، وكان قصده المغالطة، ووقعت الأيمان عن المصافاة، وكان بين العسكرين نهر مقداره رمية سهم، ولم يُسمَعْ بعسكرين بينهما مقدار هذا، فقاتلوا أسبوعًا، ثم ورد أنوشروان إلى هزارسب من عند السلطان بالنجدة، فعاد البساسيريُّ مسرعًا إلى واسط، وكان قد عبر من رجالة البساسيري خلقٌ كثيرٌ إلى الأهواز بسبب النهب، فقتلهم أهلُها، وأقام البساسيري بواسط يجمع العساكر على نية العود إلى حرب هزارسب، وأصعد الأمراءُ الذي كانوا معه إلى بلادهم؛ دُبيس وأبو الفتح بن وَرّام وأبو منصور وغيرهم، وكتب البساسيريُّ إلى قريش، وبعث الرسول يشكو من دُبيس والجماعة، ويسأله الانحدار إلى واسط [ليُدبِّر](١) على هزارسب تدبيرًا، وشكا إليه تقاعد دُبيس وابن وَرّام وكونَهما تخلَّيا عنه، وقال: مهما فتحتَ من خُوزستان فهو بيننا نصفان. وبعث إلى حلب يطلب الغلمان البغدادية، وكانوا قد انصرفوا عنه لمّا كان بالرحبة كراهية له، ولما كان يعاملهم به، وكانوا جمرةً قوية، ولمّا فتح بغداد قال له قريش: رُدَّهم فما نستغني عنهم. فامتنع، فلمّا كان في هذا الوقت راسلهم بكاتبه أبي علي بن فضلان، فلم يلتفتوا، وقالوا: قد فتح بغداد، ونهب أموالنا، فلمّا لم يبقَ إلا الخوف من طُغْرُلْبَك والقتال طلبنا ما لنا عنده حاجة، ووردت كتب ابن خُتِكين رسولِه الذي سار بكتابه بفتوح بغداد يقول بأنَّ ابن المغربي الوزير توقَّف في أمورك كلِّها، وقد كان أبو الفتوح بن المغربي هذا هرب من البساسيري إلى مصر [ووَزَرَ لصاحبها وفي