للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلبه ما فيه، فظنَّ عليه عند صاحب مصر] وقال له: ما قدَّمناه -وذكر ابن خُتِكين- في كتابه أنَّ الوزير أحضره وقال: صاحبُك فعل وفعل، وافتاتَ على أمير المؤمنين بكذا وكذا، وذكر بمعنى ما ذكرناه، وقال: قد أخذ الأموال العظيمة، وما هان عليه أن يُقدِّم للخزانة شيئًا، ثمَّ أخْذُه العباسيَّ واعتقالُه بالحديثة ولا سيَّره إلى ثابتة، واتفاقه مع قريش على مقاسمة البلاد كأنها كانت مِلْكَه، وصَلبُه لابن المُسلمة من غير استئمارٍ وإذنٍ منا، ثمَّ يكاتبنا بعد الفراغ من الأمور، ولَعمري إنَّ هذه لَعادةُ تلك البلاد في العصيان، واطِّراح أمر السلطان، وكان الوزير قد قال لصاحب مصر: إن الذي جرى ببغداد من أمر العباسي غير مأمون العاقبة، وربما يتأتَّى من عسكر خراسان على الشام ما لا يُمكِنُ استدراكُه، ويجب أن تدع العراق وما فيه، ولم يُجاوب البساسيري عن كتابه بحرف، وكلُّ غيظ المستنصر منه، حيث لم يبعث بالخليفة إليه، وقد كان عَزْمُه أن يبعث به إليه، لولا ذمام قريش إليه واتفاقهما، ثم أظهر السلطان التجهز إلى العراق، فكتب بدر بن مهلهل بن أبي الشوك الكردي إلى البساسيري يقول: السلطان قد قرُبَ، وقد كان التمس منك أن تُعيد الخليفة إلى مكانه، وتكون على بابه، ولا تطأ العراق، فلم تفعل، وأنا أدخل في القضية، وأُعطيك ولدي رهينةً، فلم يُجِبْه عن كتابه.

وفي شوال لاح في الليل في السماء ضوءٌ عظيمٌ كالبرق يلمع في موضعين؛ أحدهما أبيض، والآخر أحمر، وأقام إلى ثلث الليل، وكبَّر الناس وهلَّلوا.

وفي شوال عاد صاحب قريش إليه، وكان قد بعثه مع أرسلان خاتون، وورد معه أبو بكر بن أحمد بن أيوب المعروف بابن فُوْرَك وزَيرَك الخادم صاحب السلطان بكتاب إلى قريش، عنوانه: للأمير الأجَلِّ علمِ الدين عزِّ الدولة أبي المعالي قريش بن بدران، مولى أمير المؤمنين، من شاهنشاه المُعظَّم ملكِ المشرق والمغرب، ركنِ الدين، غياثِ المسلمين، سلطانِ بلاد الله، مُغيثِ عباد الله، طُغْرُلْبَك أبي طالب، محمد بن ميكائيل بن سلجوق، يمين خليفة الله أمير المؤمنين، وعلى رأسه بخطِّ السلطان: حسبي الله، ومضمونه: كتابنا: أطال الله بقاء الأمير علم الدين، أدام الله عِزَّه وتأييده وتمكينه وتمهيده، إنَّ نِعم الله علينا متظاهرة، وآلاؤه متوالية، ورَدَ كتابُه ووقفنا عليه، واعتدَدْنا