مكتوب: معاوية خال علي، فأنكر ذلك، وأمر بعضَ الغلمان بمَحْوه، وقال: أما تستحيون؟ تكتبون على مساجدكم هذا؟! ونال من معاوية وبني أمية، وعمل له ابن دارست دعوةً في الديوان، فشرع يأكل وغلمانه يتصافعون بمخادِّ الديوان حتى تقطَّعت.
وحضر الديوان يومًا وعليه ثيابٌ بيض، وتحته بغلة بيضاء، فعُوتب، فقال: هذا هو السنة. وكان آخرُ الأمر أن الخليفة جلس في جمادى الآخرة، وحضر عميد الملك والقضاة وغيرهم، فشرع عميد الملك يستطعم الخليفة الكلام، ويقول: أسأل مولانا أمير المؤمنين الدخولَ بذِكْرِ ما شَرُفَ به ركن الدين الخادم الناصح العبد المخلص فيما رغب عنه (١)، وسمَتْ نفسه إليه؛ ليسمع الجماعة. فقال: نحن بنو العباس، خير الناس، فينا الإمامة والزعامة إلى يوم القيامة، من تمسَّك بنا أرشد واهتدى، ومن ناوأنا ضلَّ وغوى. وقد سطر في هذا المعنى ما فيه كفاية، وأسبلت الستارة، وانصرف عميد الملك مُغضَبًا، وسار عشية الثلاثاء السادس والعشرين من جمادى الآخرة طالبًا هَمَذان، ومعه المال والجواهر، وبقي الناس وَجِلين خائفين.
قال محمد بن الصابئ: وقفتُ على ثَبْتِ ما حُمل إلى بغداد، وهو مئة ألف دينار، وألف ثوب من أجناس مختلفة، وألفان ومئتان وخمسون قطعة جوهر، ومئة وعشرون لؤلؤة، وزْنُ كلّ واحدة من مثقال إلى ثلاثة، ومن الياقوت الأحمر والبلخش ست مئة قطعة وأربعين قطعة، ومن الفيروزج ثمان مئة وخمسون قطعة، ومن الزُّمرُّد القصب الكبار ثمانية وعشرون قطعة، ومن المينا اثنتا عشرة قطعة، ومن الحُليِّ أربعة عشر قطعة، منها تاج مُرصَّع، وأسورةٌ وحلق وخواتيم وفصوص ياقوت وخلاخلة مُرصَّعة وسروج ومراكب وأواني وأخاوين وخوانجات وزبادي ذهب، كلّها مرصَّعة، وطسوتٌ وأباريق ونحوها، ومن الفُرش واللّحف والمخادّ والزلاول الروميات والطنافس الإبريسم وما أشبهها، ومن الجواري خمس وثلاثون جارية، كلُّ جارية على فرس بدَسْت ثياب وأطواق الذهب، وعشرون وصيفة، وثمانون من الخيل والبغال، ومئة