للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حمارة، ومن الخِيم والخرْكاوات شيء كثير، وكلُّ هذا جهاز خاتون زوجة السلطان ما زاد فيه السلطان إلا مئة ألف دينار.

و [فيها] كَسفت الشمس في هذا الوقت على ساعتين من يوم الأربعاء جميعها، وظهرت الكواكب بأسرها بالنهار، وسقطت الطيور من طيرانها، وكان المنجمون قد حكموا أنه يبقى سدسُها، فلم يبقَ منها شيء، وكان انجلاؤها على أربع ساعات وكسر، ولم يكن الكسوف في غير بغداد وأقطارها (١).

وفيه ضمن ابنُ فضلان ضياع الخليفة بثمانين ألف دينار، وكان ظالمًا، فجاء أهل الضياع يتظلمون، ومنعوا الخطيب من الخطبة وشعثوا (٢) واستغاثوا، فلم يُجابوا بشيء، وثار العوام على ابن فضلان، وأرادوا قتله، فانهزم، فحمله الخدم إلى باب المراتب، [ونظم القاضي في القائم شعرًا يُذكر في ترجمته، وأوله: ولَّيتَ أمرَ المسلمين عدوَّهم].

وفي هذا الشهر برز السلطان من باب هَمَذان إلى الري، وأنفذ خُمارتِكين الطُّغْرُلْبي على مقدمته إلى الري، وحفظها من ابن عمه قُتُلْمِش، وعزم على المسير إليه بنفسه يحاصره في كُردكوه ونواحيها.

وفي رجب ورد رسول عميد الملك إلى أبي نصر يذكر أن كتاب السلطان ورد عليه أن الخليفة إذا لم يُجِبْ إلى الوصلة التي سألناها فطالِبْه بتسليم أرسلان خاتون إليك، ورُدَّها إليَّ لأسير بنفسي إلى قتال قُتُلْمِش، وبعد انفصالي عنه أسيرُ بنفسي وأتولَّى الخطاب في هذا الباب، وأمر بترك المال والجهاز ببغداد، وأنه أراد العَوْدَ من الطريق، فخاف أن لا ينضبط له العسكر إذا عاد إلى بغداد للنُّفرة الواقعة بين الخليفة والسلطان، ويقول: وقد أعدتُ هذا الرسول لنقل خاتون إلى دار المملكة إلى حين اجتماعي بالسلطان وإصلاح هذه القضية، وكاتب أرسلان خاتون بمثل ذلك، فازداد الانزعاجُ، ودافع الخليفةُ عن الجواب، وشرع رئيس العراقَين في خرق الهيبة والحشمة، وهجم


(١) الخبر في المنتظم ١٦/ ٦٨ - ٦٩.
(٢) في (م ١): وشفعوا. ولعلها: وشغبوا، من الشغب.