للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خمس فراسخ من شيراز، ثم انتقل إلى جبال حصينة على خمسة عشر فرسخًا من شيراز، وسار خلفه قاروت بك، فحاربه، فهزمه قاروت بك، وقتل من أصحابه ست مئة رجل، وصعد إلى قلعة جَهْرَم، وهي في جبال منيعة ومضائق، وهي من أعمال قَسا على أربعين فرسخًا من شيراز، وعاد قاروت بك إلى شيراز، فأقام الخطبة للسلطان طُغْرُلْبَك، وبعث له هدايا، وكتب إليه بالفتح، وفي يوم الخميس الثالث عشر من شعبان كان العقد للسلطان على بنت الخليفة بظاهر تيزين.

قال محمد بن هلال بن المحسن الصابئ: سألت أبا منصور بن يوسف عن شرح ما جرى، فأوقفني على رقعة كتبها إلى الخليفة، مضمونها بعد البسملة الشريفة: صبَّحَ اللهُ المواقف المقدسة النبوية الإمامية بالنعم والسعادات، والإقبال والبركات، واستجاب من العبد الخادم صالحَ الأدعية منها، كان مع الغلام الوارد من ابن المحلبان كتابٌ إلى الخادم، في عطفه مدرجٌ شرحُ ما جرى عليه الأمر في المعنى الذي خرج لأجله (١)، وقد أنفذته، عُطف عليه هذه الخدمة لتقف الموافق عليه، ومن العادة أن يسطر في التاريخ، ما هذه سبيله بعد أن يذكر ما جرت الحال عليه أولًا من الامتناع وما بذل من المال، وأنَّ الحال أفضَتْ إلى فساد الدولة والدين، وإن أذن للخادم أن يجتمع بمحمد بن الصابئ ويوقفه على المشروح، وبوافقه على ما ثنَّيتُه عنده في التاريخ فعل، والأمر أعلى إن شاء الله تعالى.

وعلى رأس المسطور توقيع نسخته: وقفتُ على ما عرضتَه واستأمرتَ فيه، ويجب أن تقول له أن يكتب، ولمَّا كان من فعل اللعين البساسيري ما كان وانتهازه الفرصة فيمن انضوى إليه من الأجناد المطرودة عن مدينة السلام، وعَوْدِ ركن الدين إلى بلاده، وتشاغُلِه بقتال أخيه إبراهيم ينَّال حين شرد عن الطاعة، وفارق الجماعة، وأصغى إلى أباطيل البساسيري وأطماعه في الدولة والولاية ومضادة دار الخلافة، واقتضى حكم الاستظهار انتقال الإمام إلى الحديثة والمقام بها إلى أن تستقر الأمور، وورد ركن الدين إلى مدينة السلام، وعادت الخدمة الشريفة إلى مستقر سُدَّتها، وقُتِلَ اللعينُ البساسيري، وحُمِلَ رأسُه إلى الخزانة الإمامية، واقترح ركن الدين الإنافة به، ومقابلةَ


(١) في (خ): لأهله، والمثبت من (ف).